إيران بين التصعيد الإقليمي والانفجار الداخلي: لحظة دقيقة في تاريخ مضطرب

بقلم: ميرال المنصوري
تعيش إيران هذه الأيام واحدة من أكثر لحظاتها حساسية، وسط تصاعد التوترات العسكرية خارجيًا، وأزمة اجتماعية واقتصادية داخليًا تنذر بتداعيات أعمق.

خارجيًا، جاء التصعيد الأخير بعد إطلاق صواريخ من الأراضي الإيرانية استهدفت جنوب إسرائيل، متسببة في مقتل مدنيين قبل لحظات من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. ورغم نفي الحكومة الإيرانية المسؤولية المباشرة، أكدت أذرع من الحرس الثوري أن “الرد حق مشروع على الاستهداف المتكرر لحلفائنا”، في إشارة إلى اغتيالات طالت قيادات من حزب الله وحماس.
ترافق هذا مع تهديدات متكررة بإغلاق مضيق هرمز، أحد أهم الممرات الحيوية لتجارة النفط العالمية، مما زاد من توتر الأسواق الدولية ورفع أسعار الخام خلال الأيام الماضية.

داخليًا، تعاني إيران من أزمة اقتصادية خانقة: تضخم يفوق 40%، وانقطاع متكرر للكهرباء، ونقص في الوقود والغذاء، مما دفع آلاف العمال والطلاب وسائقي الشاحنات إلى النزول إلى الشوارع، احتجاجًا على تدهور الأوضاع المعيشية. وقد قابلت السلطات هذه التحركات بإجراءات أمنية مشددة واعتقالات واسعة.

سياسيًا، تتزامن هذه الأزمات مع جمود في المفاوضات النووية، وتراجع في العلاقات مع روسيا والصين، وفتور واضح في تعاطي أوروبا مع الملف الإيراني، ما يضع طهران في حالة عزلة دولية متزايدة.

تحليل ختامي:
الوضع الحالي يشير إلى أن إيران تقف على حافة مواجهة مركّبة: داخلية تهدد بتفكك اجتماعي، وخارجية قد تجر المنطقة إلى نزاع أوسع. الخيارات أمام القيادة الإيرانية تضيق، وما لم تُتّخذ خطوات جادة لتهدئة الداخل وإعادة صياغة السياسات الإقليمية، فإن البلاد قد تواجه تداعيات يصعب احتواؤها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى