مظاهرات شبابية واسعة في المغرب ضد أولويات الحكومة (صور+فيديو)

شهدت مدن مغربية احتجاجات شبابية ضد “الأولويات الحكومية الخاطئة” وضخ الأموال في الأحداث الرياضية الدولية وتشييد الملاعب وتجاهل قطاعات كالصحة والتعليم.

 وفي واحدة من أكبر الاحتجاجات المناهضة للحكومة في المغرب منذ سنوات نزل شبان ما يعرف بحركة “جيل زد 212” في الدار البيضاء إلى الاحتجاج يوم أمس الأحد في إحدى ساحات المدينة حيث اشتبكوا مع الشرطة، وأغلقوا طريقا سريعا.

كما خرج مئات الشباب المغاربة إلى الشوارع في ما لا يقل عن 11 مدينة في أنحاء البلاد منددين بما وصفوه بـ”الفساد” ومنتقدين الحكومة لضخ الأموال في الأحداث الرياضية الدولية بينما يتم تجاهل الصحة والتعليم.

وربط المتظاهرون مباشرة بين نظام الرعاية الصحية المتعثر في البلاد وبين الاستثمارات الجارية استعدادا لبطولة “كأس العالم لكرة القدم 2030″، مرددين شعارات من بينها: “الملاعب موجودة، لكن أين المستشفيات؟”.

وسائل إعلام مغربية

جدير بالذكر أن المغرب يقوم بتشييد ما لا يقل عن 3 ملاعب جديدة ويقوم بتجديد أو توسيع ما لا يقل عن 6 ملاعب أخرى، استعدادا لاستضافة الحدث بالمشاركة. كما سيستضيف كأس الأمم الإفريقية في وقت لاحق من هذا العام.

المغرب.. “جيل زد 212″ يبدأ احتجاجات ضد ملاعب كأس العالم و”إهمال الصحة والتعليم” / وسائل إعلام مغربية

“الصحة أولا وليس كأس العالم”

وردّد المتظاهرون شعارات تطالب بالعدالة الاجتماعية وضمان الحق في التعليم والصحة، أبرزها: “الشعب يريد .. الصحة والتعليم”. وفي كثير من الأحيان برزت اشتباكات بالأيدي مع قوات الشرطة أثناء منعهم من الاستمرار في المسير.

وسائل إعلام مغربية

وركز المشاركون على شعار: “الصحة أولا .. ما بغيناش كأس العالم”، وفق تعبيرهم.

وقد شهدت الوقفة مشاركة عدد من الوجوه الحقوقية والسياسية، على رأسهم البرلمانية نبيلة منيب، عن “الحزب الاشتراكي الموحد”، وقد دعت إلى “الاستجابة الفورية لمطالب الشباب”.

في المقابل، انتقدت الصفحة الرسمية للحركة الشبابية حضور البرلمانية منيب، ورفضت ما وصفته بـ”الركوب على موجة الاحتجاجات”. وكتبت: “ركوب الأمواج رياضة في البحر وليس في الاحتجاجات للمطالبة بالحقوق. نحن GenZ212 لم ننضم إلى أي حزب سياسي، ولم نكن لنسمح لأي مترشح حزبي أن يظهر في مظاهراتنا كمساند لها”.

وعلى صعيد متصل، أعلنت قيادة حزب “فيدرالية اليسار الديمقراطي” عن تعليق مشاركتها في المشاورات الخاصة بالانتخابات التشريعية المقبلة مع وزارة الداخلية، وذلك عقب المنع الذي طال الاحتجاجات التي شهدتها مدن مغربية عدة.

وخرج المكتب السياسي للحزب ليعلن في بيان له تعليق مشاركته في جميع المشاورات “إلى حين توفير مناخ سياسي سليم يضمن احترام الحريات وحقوق الإنسان”.

من هم شباب “جيل زد GEN Z

برز خلال الأسابيع الأخيرة في المغرب جيل جديد من الشباب المحتجّين، يُطلق عليهم اسم “جيل زد” (Gen Z)، وهم من مواليد بين أواخر التسعينيات وبداية الألفية الجديدة، ويُعرفون بارتباطهم الوثيق بعالم الرقمنة ووسائل التواصل الاجتماعي.

ولم يكتف هذا الجيل بالتعبير عبر الشاشات، بل انتقل إلى الشارع ليقود مظاهرات في مدن كبرى مثل طنجة والرباط والدار البيضاء، رافعا شعارات تدعو إلى إصلاح شامل في قطاعات الصحة والتعليم، ومكافحة الفساد، وضمان العدالة الاجتماعية.

ويؤكد مراقبون أن بروز “جيل زد” يعكس تحولا في أنماط التعبئة بالمغرب، إذ يجمع هؤلاء بين النشاط الرقمي والتظاهر السلمي، في سياق تزايد الإحساس بالإقصاء الاجتماعي وغياب الاستجابة لمطالب فئة واسعة من الشباب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى