رينال عويضة تكتب: الأهلي… حين يغيب البطل عن نفسه

في كأس العالم للأندية، لا يُمنَح الأهلي فرصة المشاركة فقط، بل يُنتظَر منه أن يكون الواجهة. أن يقاتل باسم القارة، ويُذكّر الجميع أن هذا الشعار الأحمر لم يُطرّز على القميص عبثًا.
لكن الحقيقة أن آخر ظهورين للأهلي في البطولة لم يكونا على مستوى التاريخ، ولا حتى على مستوى الاحترام الذي فرضه النادي على خصومه عبر سنوات. لم يخسر الأهلي فقط، بل خسر بنفس الطريقة مرتين… خسر الأداء قبل النتيجة، وخسر صورته أمام من لا يعرفه جيدًا.
المباراة الأولى كانت ضبابية، والمباراة الثانية كرّست الضياع. تمركز خاطئ، هجمات بلا معنى، دفاع هشّ، وهجوم بلا أنياب. لم يكن هناك ما يُشبه الأهلي، لا في رتم اللعب، ولا في انضباط الشخصية، ولا حتى في ردة الفعل بعد استقبال الأهداف.
محمد الشناوي ظهر وكأنه يتحسس طريقه في كل كرة. الدفاع مكشوف، والمساندة غائبة، والخصوم يمرّون بلا مقاومة تُذكر. علي معلول فقد حدته، ومحمد هاني كان نقطة ضعف واضحة. ديانج كان الوحيد الذي ما زال يؤمن أن البطولة تستحق القتال، لكنه ظل يحارب وحده في وسط مهجور. إمام عاشور، بيرسي تاو، الشحات، وكهربا… أسماء كبيرة، لكنها بلا تأثير حقيقي، وكأنها تلعب بلا قلب، أو بلا دافع.
أما المدير الفني، فكان أسيرًا لفلسفة لا تتغيّر، حتى عندما يفرض الخصم واقعًا مختلفًا تمامًا. لا تدخلات تغيّر مجرى المباراة، ولا خطة بديلة تنقذ ما يمكن إنقاذه. التبديلات جاءت متأخرة، وكأنها تُجرى لمجرد إثبات الحضور.
النتيجة؟ خروج باهت. أداء خجول. ومجموعة من الجماهير الغاضبة، ليس لأن فريقها خسر، بل لأن فريقها “لم يكن هناك أصلًا”.
كأس العالم للأندية ليست مجرد بطولة. هي مرآة. تعكس ما في الداخل. وللأسف، الصورة هذه المرة كانت شاحبة.
لا أحد يُطالِب بالمعجزات،
لكننا نطالب بالوضوح،
بالمسؤولية،
بالرجولة الكروية.
وإذا كان الأهلي قد خسر في المونديال، فعليه أن لا يخسر نفسه. عليه أن يتذكّر من هو، وماذا يمثل. عليه أن يبدأ من جديد… لا بنغمة الأعذار، بل بلحظة صدق. مع النفس أولًا… ثم مع المدرج.
لأن الأهلي، ببساطة، لا يُعرَف من عدد البطولات… بل من الطريقة التي يُقاتل بها ليصنعها.
#رينال_عويضة
#الأهلي
#كأس_العالم_للأندية
#تحليل_مباراة
#ماتش_الأهلي
#كولر
#الأهلي_في_المونديال