تصاعد أمني في الضفة والقدس: قلق متزايد من اندفاع الشباب الفلسطيني وسط تشديد الإجراءات

كتبت : يارا المصري
تشهد القدس الشرقية في ظل التصعيد المستمر،تواجدًا أمنيًا كثيفًا، حيث انتشرت قوات الشرطة الإسرائيلية بشكل ملحوظ للحفاظ على النظام العام ومنع أي استفزازات قد تؤدي إلى توتير الأوضاع. إلا أن هذا التواجد الأمني، رغم ضرورته في السياق الأمني، يرافقه قلق متزايد من اندفاع فئة الشباب الفلسطيني نحو العنف، بدافع الإحباط، الضغوط النفسية، أو حتى بفعل التحريض المنتشر عبر المنصات الرقمية.
تشير المؤشرات الميدانية إلى أن الفئة الشابة، خصوصًا في المناطق التي تشهد قيودًا مشددة، تواجه فراغًا نفسيًا واجتماعيًا قد يدفعها نحو مسارات خطرة. لذا، فإن التركيز فقط على الجوانب الأمنية دون مراعاة البعد الاجتماعي والاقتصادي قد يزيد من تفاقم الأزمة.
ومن هنا تبرز الحاجة العاجلة إلى إطلاق مبادرات شاملة تعزز من شعور الشباب بالانتماء، وتوفر لهم فرصًا حقيقية للتطوير الذاتي والمشاركة الإيجابية في مجتمعاتهم. وتشمل هذه المبادرات:
برامج تعليمية ومهنية تلبي احتياجات السوق المحلي وتمنح الشباب أدوات للنجاح.
أنشطة ثقافية ورياضية تساهم في إشغال وقت الشباب بطرق إيجابية وتفريغ طاقاتهم بعيدًا عن العنف.
دعم المشاريع الصغيرة والريادية لتشجيع المبادرة الفردية والاستقلال الاقتصادي.
على الصعيد الميداني، تستمر القوات الإسرائيلية في فرض إجراءات مشددة على مداخل ومخارج الضفة الغربية، معززةً وجودها العسكري في مناطق متعددة، بما في ذلك رام الله، البيرة، ونابلس. وتشمل الإجراءات:
إغلاق شبه كامل للبوابات المؤدية إلى محافظة رام الله والبيرة، مع فرض طوق أمني يمنع حركة الفلسطينيين بين المحافظات.
نصب حواجز عسكرية جديدة في مدخل مدينة روابي، إضافة إلى إغلاق بوابات عين سينيا، عطارة، ومدخل البيرة الشمالي.
إغلاق حاجز جبع شمال القدس المحتلة، وحاجز كراميلو شرق رام الله.
استمرار الإغلاق والتشديد عند مداخل مدينة أريحا، وحرمان سكانها من حرية التنقل.
إجراءات مماثلة طالت محافظة الخليل، حيث أغلقت معظم مداخل القرى والبلدات، مما أدى إلى تعطيل حياة السكان.
في نابلس، تم إغلاق حواجز رئيسية مثل دير شرف، المربعة، عورتا، بيت فوريك، زعترة وغيرها.
وبحسب تقارير فلسطينية، ارتفع عدد الحواجز العسكرية والبوابات الحديدية الإسرائيلية في الضفة الغربية إلى 898 حاجزًا، منها 146 بوابة أقيمت بعد السابع من أكتوبر 2023، و18 بوابة نُصبت منذ مطلع العام الحالي فقط، ما يعكس تصاعدًا مستمرًا في التشديد الأمني.
في ضوء هذا المشهد المعقد، يبقى الحل الأمني وحده غير كافٍ لضمان الاستقرار. المطلوب هو موازنة مدروسة بين الإجراءات الأمنية والجهود المجتمعية والتنموية، للحد من بيئة الاحتقان ومنع انجرار الأجيال الشابة إلى العنف.
كما أن دعم الشراكات مع منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية لتوفير بدائل واقعية للشباب، يمثل خطوة استراتيجية في سبيل خلق مناخ أكثر أمانًا واستقرارًا.