عيد الشرطة الـ73.. عندما انتصر الشرف على الدبابات بمعركة الإسماعيلية
وقتها جاء الرد سريعًا وموحدًا، حيث رفض أبطال الشرطة المصرية الانصياع للأمر، بدافع وطنيتهم وإحساسهم بالواجب، لتبدأ فصول المواجهة الملحمية.
ردًا على هذا العصيان، حاصرت القوات البريطانية المدينة، وأطلقت مدافعها ودباباتها في قصف عنيف استمر لساعات طويلة استهدف مبنى المحافظة وثكنات الشرطة، وفي مواجهة غير متكافئة، قاوم 850 شرطيًا ببنادق بسيطة، سبعة آلاف جندي بريطاني مسلحين بأحدث الأسلحة.
ورغم سقوط عشرات الشهداء والجرحى، أظهر رجال الشرطة شجاعة أسطورية، ورفضوا الاستسلام حتى نفدت ذخيرتهم بالكامل، حينها، أمر القائد البريطاني بوقف إطلاق النار، وطلب منهم الخروج دون أسلحتهم، ولكن البطل النقيب مصطفى رفعت أجابه بكلمة واحدة: لا.
احترام الشجاعة المصرية
بعد قتال دام 6 ساعات وتحول المباني إلى أنقاض، اضطر رجال الشرطة للاستسلام، ولكن ليس قبل أن ينالوا احترام العدو، حيث أدت القوات البريطانية التحية العسكرية للأبطال عند خروجهم، تقديرًا لثباتهم وشجاعتهم.
شرارة التحرير
لم تقف ملحمة الإسماعيلية عند حدود المدينة، فقد انتشر الخبر كالنار في الهشيم، وفي اليوم التالي، 26 يناير 1952، خرجت مظاهرات غاضبة في القاهرة والمدن الأخرى، شارك فيها رجال الشرطة وطلاب الجامعات، وكانت تلك اللحظة إيذانًا ببداية النهاية للاحتلال البريطاني، الذي لن ينسى أبدًا درس الإسماعيلية.
عيد الشرطة: احتفاء بالوطنية والشرف
اليوم، وفي الذكرى الـ73 لهذه المعركة، يحتفل المصريون بعيد الشرطة باعتباره رمزًا للفداء والتضحية، ومنذ عام 2009، أصبح 25 يناير عطلة رسمية تقديرًا لدور الشرطة في حماية الوطن ودعم إرادته المستقلة.
إن عيد الشرطة ليس مجرد يوم في التقويم، بل هو شاهد على شجاعة رجال آمنوا بوطنهم وضحوا بأنفسهم ليظل علم مصر عاليًا.