الكِبارُ لا يُحتَفَلُ بِهِم… بَل يُحتَفَى بِهِم

بقلم: أ. د. سهام الخفش
في أعياد ميلاد الكبار، لا تقاس اللحظة بعدد الشموع، ولا تختصر المناسبة بعام انقضى.
فالأعمار حين تمر على بعض الناس قد تكون أرقاما صامتة لا تضيف ولا تغير.
لكنها حين تمر على الكبار تتحول إلى أثر، وإلى معنى، وإلى تراكم وعي وثقافة وموقف.
نحن لا نحتفل اليوم بمرور عام جديد على عمر رجل،
بل نحتفل بعمر أضاء في فكره الكثير.
معالي الدكتور حازم قشوع ليس رقما في سجل السنوات،
هو قيمة في زمن تتراجع فيه القيم،
ومعدن ذهبي في عصر ندر فيه الذهب،
ورجل الكلمة حين يصمت الكثيرون،
ورجل الفكر الذي لا يساوم ولا يهادن.
هو من أولئك الذين يضيفون إلى الزمن،
لا يمرون عليه مرور العابرين،
بل يتركون بصمتهم في الوعي العام،
ويصوغون من الكلمة مسؤولية،
ومن الفكر التزاما،
ومن الحضور رسالة.
وفي هذا التوقيت بالذات،
حيث يحتفل العالم بميلاد السيد المسيح عليه السلام،
رمز المحبة والسلام والكلمة الحق،
تحتفل المضافة، ويحتفل المحبون،
بميلاد الكبار
أولئك الذين يشبهون الفكرة حين تكون نقية
ويشبهون الموقف حين يكون شجاعا.
لم نأت لنطفئ شمعة،
بل جئنا لنحيي فكرة. ولم نجتمع حول عمر يزداد
بل حول فكر يتجدد …
وحضور يليق بالمسؤولية الوطنية والإنسانية.
تحية لمعالي الدكتور حازم قشوع،
وتحية لصاحب البيت الأستاذ عصام كركر
وكل عام والجميع بألف خير



