الاعلامية صفاء مهنا تكتب: في نهاية العام .. الوجهة نحو القوة والسلام

لقد نجوت من الرمال المتحركة ..نجوت من الصحراء ..أتعلمين ذلك ؟
تقول ذلك وملامح القوة واضحة على وجهها ..
لم اكن أسترق السمع حينها ، وليست من عوايدي أن أفعل ذلك ..لكن لخصوصية الموقف، سمعت وتفاعلت ، وتمنيت لو استطعت أن أقول لها الحمدلله على السلامة.. ذهب البأس ،لأنها تستحق.
في أحد المقاهي وعلى طاولة بمحاذاتي ، كانت تجلس ، وتتحدث عن الحال الذي وصلت إليه ، نتيجة الظروف التي مرت بها في الحياة والعمل.استوقفتني العبارة وحال السيدة .
وقلت البشر بطبيعتهم خطاؤون والغالبية منا لايتعلم إلا (من كيسه) كما يقال ،لكن القدرة على التجاوز وتدارك الموقف هي ماتحدد التالي.
عند ماسمعته توقفت وفكرت مليا في حيثياته وماحجم التجربة والخسائر وصولا للقوة والثقة والثبات ؟
حين يقول أحدنا هذه العبارة ،فهو يتحدث عن تجربة إنسانية مكتملة الأركان ، فذلك ليست مشهدا سرياليا ، وإنما تعبير مجازي عن شدة الوقوع والانغماس في العجز ، الذي يصل إليه أي منا، حين يبدو كل تحرك خاطئ سببا للمزيد من الغرق ، وحين يقول أحدنا ذلك ،يعني أن أزماته تشبه الرمال المتحركة والنجاة منها يعني ولادة جديدة،حين تضيق الخيارات ويصبح التسرع لا التفكير هو المسيطر ،النجاة لاتكن بالقوة بل بالهدوء،فالمقاومة العشوائية لاتجدي نفعا ،لابد من الهدوء التوقف عن التفاعل والمقاومة، وإعادة ترتيب الخطوات باختصار (خذ نفسا عميقا ثم ابدأ من جديد )كي لاتغرق في الفشل مجددا،فالنجاة تتطلب وعيا ودعما وصبرا وصبرا، والضعف المؤقت لايلغي القدرة على المتابعة،بل نعيد بناء سردية
أنفسنا وتصوراتنا لتبرز القوة وإمكانية التعافي ، بدل ترسيخ العجز ..لايعني ذلك أن ننكر الألم أوالتقليل من حجم المعاناة ، بل رفض اختزال أنفسنا بلحظة ضعف..لأن لغة الضحية، غالبا ماتؤطر الشخص ، وتزجه داخل الحدث وتدفعه على الاكتفاء بالحزن بدل تقدير الإمكانيات ..عندما نعامل أنفسنا كناجين فقط ننصف أنفسنا وقدراتنا على تجاوز المحن.
ففي رحلة الحياة الجميع يواجه تحديات ، والعبرة في كيفية التعامل معها إما أن تتجاوزها وتتحكم بها، أو تسمح لها التحكم بك ، ففي رحلتك أنت فقط من تقرر الوجهة ،حاول جاهدا أن تكون نحو السلام والقوة.
صفاء مهنا



