اكتشاف أعمق حفرة زرقاء على سطح الأرض.. ماذا وجد العلماء بداخلها؟

كتبت سوزان مرمر

أعلن فريق من العلماء، اكتشاف أعمق حفرة زرقاء (Blue Hole) معروفة على سطح الأرض في مياه خليج تشيتومال قبالة السواحل الجنوبية لشبه جزيرة يوكاتان بالمكسيك، في دراسة منشورة في مجلة Frontiers in Marine Science.

هذه الحفرة، التي تُعرف باسم ثقب “تام جا” الأزرق، غامرة بالمياه وتُعد من أغرب الظواهر الجيولوجية البحرية، وقد ثبت أن عمقها يفوق 420 مترًا تحت سطح البحر، وهي بذلك تتفوق على أعمق الثقوب الزرقاء السابقة المسجّلة عالميًا.

اكتشاف أعمق حفرة زرقاء

قبل هذه النتائج الحديثة، كان يُعتقد أن عمق حفرة “تام جا” لا يتجاوز نحو 274 مترًا، لكن فريق الباحثين استخدم أجهزة قياس متطورة تُعرف باسم SWiFT CTD لقياس الموصلية ودرجة الحرارة والعمق بشكل دقيق، مما كشف أن العمق الفعلي يتجاوز ضعف التقديرات السابقة.

 

ومع ذلك، لم يتم الوصول بعد إلى قاع الحفرة بالكامل، ما يفتح الباب أمام احتمال أن يكون عمقها أكبر مما هو معلوم حتى الآن.

 

يقع هذا الثقب الأزرق في بيئة بحرية معقدة، حيث تتداخل طبقات مياه ذات خصائص مختلفة، ويُعتقد أن التكوينات الجيولوجية غير المنتظمة تمنع الوصول الكامل إلى أعماقها باستخدام التقنيات الحالية.

 

ومن المعروف عن الثقوب الزرقاء أنها كهوف عمودية ممتلئة بالمياه تتشكل عادة في المناطق التي يتكون فيها قاع البحر من صخور قابلة للذوبان مثل الحجر الجيري، مما يسمح بتآكل الصخور وانهيارها تدريجيًا لتشكل فتحات عمودية تمتد لعمق كبير.

 

ماذا يوجد داخل الثقوب الزرقاء؟

تُعد الثقوب الزرقاء بيئات بحرية فريدة من نوعها؛ فبينما تكون الحياة البحرية السطحية مزدهرة نسبيًا، تنخفض مستويات الأكسجين بعمق المياه مما يخلق ظروفًا صعبة لبقاء الكائنات الحية، إلا أن بعض الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا يمكن أن تتكيف مع هذه الظروف.

 

كما أن هذه الثقوب تشكّل أنظمة بيئية معزولة قد تحتوي على أنواع وحياة بحرية نادرة أو غير معروفة بعد، مما يجعلها موضوع اهتمام كبير لدى الباحثين في علم البيئة البحرية وعلم الأجسام المائية.

 

يُصنَّف ثقب “تام جا” الآن على أنه الأعمق في العالم بين الثقوب الزرقاء المعروفة، متجاوزًا الثقوب الأخرى مثل “حفرة التنين” (Dragon Hole) في بحر الصين الجنوبي، التي تصل عمقها حوالي 300.89 متر، والثقب الأزرق في جزر البهاما المعروف باسم Dean’s Blue Hole الذي يصل عمقه إلى نحو 202 متر.

 

تجذب هذه الظاهرة العلمية الاهتمام ليس فقط لما تمثله من سجل قياسي عالمي، بل أيضًا لأنها تفتح آفاقًا جديدة لفهم العمليات الجيولوجية وتاريخ الأرض وتحولات قاع البحر عبر ملايين السنين، فكثير من الثقوب الزرقاء تعمل كـ سجلات طبيعية للتغيرات البيئية، حيث يمكن لدراسة الرواسب التي تتجمع في قاعها تقديم معلومات قيمة عن المناخ القديم ومستويات سطح البحر والتحولات البيولوجية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى