قف أو تغير ..المرونة قوة بقلم الاعلامية صفاء مهنا

بقلم الاعلامية صفاء مهنا

في متابعة للاستراتيجية التي اتبعتها أهم الشركات العالمية والتي حققت بصمة ونجاح في الانطلاقة والاستمرارية ،تعددت عناوين النجاح ومفرداته ،لكن عنوان الاستمرارية والقدرة على المنافسة والحضور كان (تغير). لذلك نجد شركات استطاعت تجاوز الأزمات المالية لأنها غيّرت استراتيجياتها الإنتاجية والتسويقية وفق احتياجات السوق، بينما فشلت أخرى بسبب الجمود ورفض التغيير. وهذا يؤكد أن المرونة ليست ضعفًا في القرار، بل قوة في الرؤية.

ذات مرة قرأت عن إحدى الشركات الصغيرة التي تحولت خلال سنوات إلى إحدى أهم الشركات المنافسة في سوق الالكترونيات العالمي ، كان رئيس مجلس الإدارة في الشركة يبدأ اجتماعه الصباحي مع المدارء بعبارة(قف أو تغير )ولازالت حتى اليوم هذه العبارة تيمة المنافسة والاستمرارية.

 

كذلك في إحدى أهم المدارس الأدبية الروائية تعكس تجربة نجيب محفوظ

روح التغيير ،حيث بدأ مسيرته الأدبية بكتابة الرواية التاريخية ،ثم غير إلى الاجتماعية متأثرا بتحولات المجتمع ،هذا التغيير في الأسلوب جعله أقرب إلى القراء وأسهم في حصوله على جائزة نوبل للآداب.

 

في السياسة ،نيلسون مانديلا ، أبرز القادة المرنين في التاريخ الحديث ،فبعد سنوات طويلة من السجن، اختار طريق المصالحة بدل الانتقام وغير أسلوب النضال من المواجهة إلى الحوار، فنجح في توحيد جنوب افريقيا وتجنب حرب أهليه ، فالقوة لا تقاس بقوة القرار فقط، بل بقدرة القائد على المرونة في مواجهة التحديات المتسارعة.

 

لست هنا بصدد استعراض التجارب التي اتبعت المرونة والتغيير أسلوبا ،بقدر مافي ذكرها دليل على أهمية ونجاعة الفكرة ..(استراتيجية المرونة والقدرة على مواكبة الظروف والمتغيرات وصولا للهدف, النجاح (القدرة على الحضور ،النجاح،الاستمرارية)

ونسمي هذا المصطلح اليوم (استراتيجية المرونة ) التي تعد زادا لمواجهة التحديات وتحقيق النجاح وبناء مستقبل أكثر استقرارا وتوازنا

 

نحن اليوم نعيش في عالم لاينفع فيه الثبات في الأسلوب ، بل باتت المرونة والقدرة على التغيير ، أهم مفاتيح النجاح ،فالتجارب كثيرة لأشخاص ومؤسسات واجهو ظروفا قاسية لكنهم اختارو التكيف بدل الاستسلام فحولو التحديات الى فرص وكتبوا قصص نجاح ملهمة.

وفي حين الجميع يفترض أن القيادة تعزز الأنا غير أنها في الواقع ،تتطلب أن نتخلى عن بعض جوانب أنفسنا التي تكون منطقية بالنسبة لنا ولكن ليس للآخرين ،فلابد من المرونة التي تسمح للآخرين الشعور بالثقة والتقدير .

 

فاستراتيجية المرونة ليست ضعفا أو تراجعا بل قوة وحكمة ، وهي ماتعرف بالقدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة دون فقدان الهدف الاساسي ،حيث الثبات على الهدف لكن مع تغيير الوسائل حيث القائد المرن

• لا يقول: “هذه طريقتي فقط فاتبعوها ،بل يقول:” مالطريقة الأفضل لهذا الموقف”

 

المشكلة لا تكمن في التغيير ذاته، بل في الخوف منه وسوء التخطيط له. كثيرون ينظرون إلى التغيير على أنه تهديد للاستقرار، بينما هو في الحقيقة فرصة لتحسين الأداء وتصحيح الأخطاء. فعندما تقوم المؤسسات والمجتمعات بوضع استراتيجية واضحة للتغيير، فإنها تقلل من المخاطر وتزيد فرص النجاح،ن المرونة أصبحت حجر الأساس في الإدارة الحديثة من يتقن إدارة التغيير اليوم، يكون الأقدر على مواجهة تحديات المستقبل وصناعة النجاح والاستمرارية ،ففي تقبل التغيير والمرونة تكمن القوة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى