فعاليات المؤتمر الفكري العربي «صورة العرب وحوار الثقافات – رؤى مستقبلية»

كتبت – رانا علي
شهد مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة انعقاد المؤتمر الفكري العربي «صورة العرب وحوار الثقافات – رؤى مستقبلية»، بمشاركة نخبة رفيعة المستوى من القيادات العربية، والمفكرين، والإعلاميين، وصنّاع القرار، في إطار حوار جاد يستهدف إعادة تقديم الصورة الحقيقية للعرب وتعزيز التواصل الحضاري مع ثقافات العالم.
وافتتحت فعاليات المؤتمر الدكتورة حنان يوسف، رئيس المؤتمر ورئيس الاتحاد العربي للإعلام، حيث رحّبت بالحضور وأكدت أهمية هذه المنصة الفكرية في تصحيح المفاهيم المغلوطة، وبناء خطاب إعلامي عربي واعٍ قادر على التأثير الإيجابي عالميًا.
كما ألقى الدكتور نبيل العربي، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، كلمة تناول فيها أهمية الوعي المجتمعي ودوره المحوري في مواجهة التحديات الفكرية والإعلامية، مشددًا على أن بناء الإنسان هو الأساس الحقيقي لأي نهضة.
وشارك معالي الوزير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق ورئيس منظمة تضامن الشعوب، مؤكدًا أهمية الدبلوماسية الثقافية في تعزيز صورة العرب عالميًا، بينما تحدث معالي السفير أحمد الجروان، رئيس المجلس العالمي للسلم والتسامح، عن دور الحوار كوسيلة رئيسية لنشر قيم السلام والتعايش.
ومن جانبه، أكد معالي المستشار عدلي حسين، محافظ القليوبية الأسبق ونائب رئيس المنظمة العربية للحوار، أن الحوار هو الطريق الأمثل لمواجهة التشويه الإعلامي، فيما أشار معالي الوزير عماد البناني، وزير الرياضة الأسبق ورئيس الاتحادين المصري والعربي للرياضة للجميع، إلى أن النجم العالمي محمد صلاح يُعد سفيرًا مشرفًا لمصر والعرب، ومصدر فخر حقيقي للشعوب العربية.
وتناول معالي اللواء طارق المهدي، وزير الإعلام الأسبق، خطورة الحروب الإعلامية، مؤكدًا أن الكلمة قد تكون أشد تأثيرًا من السلاح، محذرًا من ظاهرة “المثقف المزيف”. كما تحدث اللواء أسامة، الخبير السياسي والعسكري، عن أهمية التعاون العربي المشترك، مستشهدًا بالآية الكريمة:
«وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان»، مشيرًا إلى التحديات التي تواجه مصر داخليًا وخارجيًا، ومثمّنًا جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي، خاصة في دعم القضية الفلسطينية.
وأكد معالي الوزير عبد الواحد النبوي، وزير الثقافة الأسبق، أن صورة العرب في بعض المجتمعات الغربية لا تعكس حضارتهم العريقة، موضحًا أن النظرة السلبية التي بدأت منذ أوائل القرن التاسع عشر لا تمت للحقيقة بصلة، وأن الثقافة العربية ثرية وقادرة على استعادة مكانتها.
وشهد المؤتمر مشاركة معالي الوزيرة انتصار صغيرون، وزيرة التعليم العالي الأسبق بالسودان، إلى جانب الدكتورة نوال برادة، الوزير المفوض، حيث قدّمتا رؤى مهمة حول دور التعليم والثقافة في بناء الوعي.
كما ألقت سعادة الدكتورة نادية الصايغ، رئيس مركز مشاعر للاحتياجات الخاصة – الإمارات، كلمة مؤثرة استعرضت خلالها مسيرتها الممتدة لأكثر من 41 عامًا في العمل التطوعي، مؤكدة أن أصحاب الهمم نالوا حقهم في التعليم والعمل والمشاركة السياسية، وأن المرأة شريك أساسي في القيادة المجتمعية.
وتحدثت كذلك سعادة الدكتورة سحر العوبد، رئيس جمعية التطوع بدولة الإمارات العربية المتحدة، عن أهمية تبادل الثقافات، ودور المرأة العربية في العمل التطوعي، مشيرة إلى كونها أول امرأة تتولى هذا المنصب منذ عام 2016.
وشارك في المؤتمر عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم المستشار عصام شيحة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، والدكتور خالد المأرب، المستشار الإعلامي السعودي. كما تناول الدكتور هشام سليمان أهمية الذكاء الاصطناعي في العصر الحالي، وضرورة تحويل الأفكار إلى تطبيقات تكنولوجية تواكب التطور العالمي.
وأكد الإعلامي طارق علام أهمية دعم الشباب وبناء الوعي الإعلامي لديهم، وضرورة صناعة “الإيمدج” الحقيقي لصورة العرب والمسلمين وتقديمها للعالم بشكل احترافي.
كما شدد الدكتور أبو بكر محمد عبد الله برقو، رئيس اتحاد التلفزة الإفريقية ورئيس مؤسسة النصر للإعلام والنشر، على حتمية تبادل الثقافات بين الدول الإفريقية والعربية، مشيرًا إلى دور الإعلام في توحيد الرؤى.
وشارك أيضًا الأستاذ سعيد زينهم، ممثل مصر بالمكتب التنفيذي لاتحاد التلفزة الإفريقية ورئيس تحرير بوابة الأمة.
وفي ختام الفعاليات، تم تكريم عدد من الضيوف المشاركين، والتقاط صورة جماعية توثيقًا لهذا الحدث الفكري العربي المهم.
وفي هذا السياق، أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى الدكتورة حنان يوسف، رئيس المؤتمر ورئيس الاتحاد العربي للإعلام، على جهودها الكبيرة في تنظيم هذا الحدث، وحسن إدارته، ورؤيتها الواعية التي أسهمت في إنجاح المؤتمر وإثراء الحوار الثقافي، حيث كان لكل متحدث حضوره وكلمته المؤثرة التي أضافت قيمة حقيقية للنقاش


