تصعيد متبادل بين طهران وتل أبيب.. ما سيناريوهات الرد الإيراني حال اندلاع حرب؟

كتبت سوزان مرمر
يترقب الشرق الأوسط نتيجة الاجتماع المزمع عقده بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء إسرائيل ينيامين نتنياهو في البيت الأبيض يوم الاثنين المقبل، إذ يحمل نتنياهو ملفين رئيسين لترامب هما “المرحلة الثانية من اتفاق غزة” و”الملف النووي الإيراني”، كما سيسعى للحصول على ضوء أخضر أو موافقة ضمنية من ترامب لشن هجوم واسع على إيران.
وتعيش المؤسسات السياسية والأمنية والعسكرية في إسرائيل حال من القلق إزاء المعلومات والتكهنات الواردة حول تنامي القدرات الصاروخية لإيران وتسارع وتيرة الإنتاج للصواريخ الباليستية القادرة على ضرب تل أبيب وترميم المنشأت النووية المتضررة من عملية “مطرقة منتصف الليل” الأمريكية، كما تنظر دولة الاحتلال بعين القلق للمناورات العسكرية والبحرية المتكررة التي يجريها الحرس الثوري الإيراني، فضلا عن إعادة بناء قدرات محور المقاومة وخاصة حزب الله في لبنان، ما يفتح الباب أمام سيناريو اتساع المواجهة في هذه الجولة مع إيران لتمتد إلى لبنان واليمن والعراق.
أما إيران فتحرص من خلال تصريحات كبار المسئولين فيها ومناوراتها العسكرية إلى إظهار نفسها كقوة إقليمية قادرة على الردع والرد المباشر من داخل أراضيها وإصابة عمق الكيان الإسرائيلي بل البدء بضربات استباقية حال وجود تهديد وجودي لها، والتأكيد على صورتها باعتبارها قائدة لمحور المقاومة ويمكن الوثوق بها من حلفاءها الإقليميين وأنها ماضية في طريق نهج المقاومة لإسرائيل.
وإزاء حالة التحفز من كلا الجانبين تبقى سيناريوهات اندلاع مواجهة جديدة قائمة حال أي خطأ في التقدير والحسابات أو الإقدام على اغتيال شخصية عسكرية رفيعة أو تنفيذ هجوم ما لتتسع المواجهة بين طهران وتل أبيب ليس فقط عبر تبادل الضربات الجوية والصاروخية بل تمتد لتشمل انخراط مباشر من حزب الله والحوثيين والفصائل العراقية على الأراضي المحتلة، وإذا ما قررت واشنطن الدخول كطرف رئيس في الحرب ضد إيران، لا نستبعد قيام إيران بإغلاق مضيق هرمز وباب المندب وتلغيم مياه الخليج، لتمر إمدادات الطاقة بأزمة كبرى عالمية تهدد الإنتاج الصناعي في العالم كله.
وتبقى رسائل التهدئة وجهود الوسطاء من مصر وقطر وتركيا وسلطنة عمان هي الضمانة الأساسية لمنع اندلاع مواجهة تتسع لتصبح حرب إقليمية شاملة.



