مؤتمر فكري عربي بجامعة الدول العربية يناقش صورة العرب وحوار الثقافات

كتبت سوزان مرمر

عقدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، اليوم الخميس، مؤتمرًا فكريًا عربيًا بعنوان “صورة العرب وحوار الثقافات – رؤى مستقبلية”برئاسة الدكتورة حنان يوسف، رئيس الاتحاد العربي للإعلام والثقافة ورئيس المنظمة العربية للحوار، وذلك بالتعاون مع المنظمة العربية للحوار وإدارة منظمات المجتمع المدني بالجامعة،وبمشاركة نخبة من المسؤولين والدبلوماسيين والمفكرين العرب، وبحضور الوزير المفوض نوال برادة، مدير إدارة منظمات المجتمع المدني بجامعة الدول العربية، إلى جانب عدد من القيادات السياسية والثقافية.

 

رئيس المنظمة العربية للحوار: نحتاج سردية عربية معاصرة

وأكدت الدكتورة حنان يوسف، في كلمتها الافتتاحية، أن صورة العرب في الخطاب العالمي باتت من القضايا الملحة التي تتطلب معالجة فكرية عميقة، تنطلق من التاريخ الحضاري للأمة العربية، وتسعى في الوقت نفسه إلى تقديم رؤية حديثة تعكس إسهامات الثقافة العربية في ترسيخ القيم الإنسانية عبر العصور.

 

وأوضحت أن الحوار بين الثقافات أصبح أداة استراتيجية في عالم يشهد تداخلًا حضاريًا متسارعًا، مشيرة إلى أن تصحيح الصور الذهنية الخاطئة لا يتحقق إلا عبر خطاب ثقافي مسؤول قادر على بناء جسور التفاهم والاحترام المتبادل.

 

منصة لتبادل الرؤى وتعزيز الحضور العربي

وأضافت أن المؤتمر يمثل مساحة فكرية لتبادل الخبرات والرؤى المستقبلية، بما يسهم في دعم الحضور العربي على الساحة الدولية، ويعزز من دور الثقافة العربية كعنصر فاعل في صناعة المستقبل.

 

الجامعة العربية: الحوار الثقافي أساس التعايش السلمي

من جانبها، شددت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على أن تعزيز الحوار بين الثقافات يُعد ركيزة أساسية لمواجهة التمييز والعنصرية وخطاب الكراهية، وبناء مجتمعات قائمة على التعايش والاحترام المتبادل.

 

وقالت الوزير المفوض نوال برادة، في كلمتها، إن جامعة الدول العربية تحتفل هذا العام بمرور 80 عامًا على تأسيسها، باعتبارها أول منظمة إقليمية أُنشئت لإرساء مبدأ العمل الجماعي والتنسيق المشترك بين الدول العربية لمواجهة التحديات.

 

المجتمع المدني شريك أساسي في مواجهة التحديات

وأشارت برادة إلى أن الجامعة أولت اهتمامًا متزايدًا بدور المجتمع المدني، وأنشأت إدارة متخصصة عام 2002 لربط منظمات المجتمع المدني بأجهزة الجامعة، ودعم مبادراتها التنموية والفكرية، مؤكدة استمرار دعم الأمانة العامة لكافة المبادرات الهادفة لتعزيز العمل العربي المشترك.

 

مشاركة رفيعة المستوى

وشهد المؤتمر حضور عدد من الشخصيات العامة، من بينهم السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق ورئيس منظمة التضامن الأفروآسيوي، والسفير أحمد الجروان رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، والمستشار عدلي حسين محافظ القليوبية الأسبق، والوزير عماد البناني وزير الشباب والرياضة الأسبق، إلى جانب عدد من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي.

 

وزير الثقافة الأسبق: تشويه صورة العرب نتاج تاريخ استعماري

وقال الدكتور عبد الواحد النبوي، وزير الثقافة الأسبق، إن مناقشة صورة العرب أصبحت ضرورة في ظل استمرار النظرة السلبية التي ترسخت منذ القرن التاسع عشر، مؤكدًا أن هذه الصورة لا تعكس الواقع الحقيقي لما قدمه العرب من إسهامات حضارية وإنسانية.

 

وأضاف أن مواجهة هذا التشويه تتطلب استراتيجية عربية واضحة، تقودها جامعة الدول العربية، وتشارك فيها مؤسسات المجتمع المدني، خاصة في ظل التحديات المرتبطة بالأجيال الجديدة ومتطلبات التواصل معها.

 

العرابي: حوار الثقافات هو الخيار الواقعي

وأكد السفير محمد العرابي أن المرحلة المقبلة ستشهد ضغوطًا متزايدة على الوجود العربي في العالم، في ظل تصاعد الهجرة والتغيرات الدولية، مشددًا على أن حوار الثقافات يمثل المدخل الأهم للحفاظ على الهوية وتعزيز الصورة العربية عالميًا.

 

الجروان: صورة العرب مرتبطة بالهوية والمسؤولية

بدوره، قال الدكتور أحمد الجروان إن الحديث عن صورة العرب يرتبط بالهوية والمسؤولية التاريخية في مرحلة تتسم بتعقيدات غير مسبوقة، مشيرًا إلى تصاعد حملات التشويه عبر المنصات الرقمية، ومؤكدًا أهمية إبراز الثقافة العربية والاعتزاز بها، لا سيما من خلال التجربة المصرية الغنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى