بعد تريند ريهام عبد الغفور.. مظهر شاهين: التصوير دون إذن مرفوض شرعًا وأخلاقًا وقانونًا

كتبت سوزان مرمر
قال الشيخ مظهر شاهين، الداعية الإسلامي: «تابعتُ باهتمام ما أُثير مؤخرًا حول تداول صورة التُقطت دون إذن، وما صاحب ذلك من جدل واسع، وهو ما يفرض وقفة ضرورية للتأكيد على جملة من المبادئ الأخلاقية والشرعية والقانونية التي لا يصح التفريط فيها تحت أي ذريعة.
حرمة الحياة الخاصة
أكد الشيخ مظهر شاهين، في بيان له، أن التعدي على خصوصيات الناس، سواء بالتصوير دون علمهم أو بنشر صورهم في أوضاع شخصية، يُعد سلوكًا مرفوضًا شرعًا وأخلاقًا وقانونًا.
وأضاف: الأصل في الشريعة الإسلامية صيانة الأعراض، واحترام الخصوصيات، وتحريم التجسس والتتبع والتشهير، وقد جاء في القرآن الكريم النهي الصريح عن التجسس، كما قرر مبدأ الستر وحفظ الكرامة الإنسانية.
واستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جوف بيته».
وواصل: كما قال صلى الله عليه وسلم: «كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه».. وهو ما يؤكد أن انتهاك الخصوصية عدوان صريح على العرض والكرامة، لا يبرره فضول، ولا يبيحه اختلاف، ولا يخفف من جرمه ادعاء النصح أو الإصلاح.
رفض ثقافة التشهير والتنمر
وشدد على أن تحويل الأخطاء – إن وُجدت – إلى مادة للتشهير أو السخرية أو الهجوم الجماعي، لا يُصلح مجتمعًا ولا يبني قيمة، بل يرسّخ ثقافة القسوة والانفلات الأخلاقي، ويُسهم في هدم السلم المجتمعي، ويجعل الجميع عرضة للانتهاك في أي لحظة.
وأكمل: حذّر القرآن الكريم من السخرية والتنابز واللمز، واعتبرها من مظاهر الانحراف الأخلاقي، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم»، وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده».
ونبه على أنه ليس من الدين، ولا من المروءة، ولا من القيم الإنسانية، أن يتحول الإنسان إلى قاضٍ وجلاد، يطارد زلات الآخرين ويجعلها مشهدًا عامًا.
التأكيد على الذوق العام والمسؤولية المجتمعية
وفي الوقت ذاته، فإن الحرص على الخصوصية لا يتعارض مع الدعوة الهادئة والمسؤولة إلى مراعاة الذوق العام، واحترام قيم المجتمع وتقاليده، لا سيما في الظهور العام.
وذكر: القرآن الكريم دعا إلى الحياء والاحتشام، وجعل ذلك من سمات السلوك القويم، كما قرر أن الحياء قيمة رفيعة لا انفصال بينها وبين الإيمان، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الحياء من الإيمان»، وقال صلى الله عليه وسلم: «ما كان الحياء في شيء إلا زانه، ولا نُزع من شيء إلا شانه».
واستطرد: فاختيار ما يحفظ الحشمة والوقار ليس تقييدًا للحرية، بل هو تعبير عن وعي اجتماعي، واحترام للذات قبل احترام الآخرين، ومساهمة إيجابية في تهذيب المشهد العام.
المطلوب هو التوازن لا التصادم
وألمح إلى أن المجتمع السوي هو الذي يجمع بين احترام الحرية الشخصية وصيانة الخصوصية من جهة، وبين ترسيخ القيم العامة والذوق الرفيع من جهة أخرى، دون ابتزاز أخلاقي، ولا وصاية متعالية، ولا فوضى تُهدر المعايير، وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا الميزان الدقيق حين قال: «يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا».
وختم: الدين دعوة بالحكمة، والقيم تُصان بالإقناع، والإنسان يُكرم بالستر، والمجتمع لا يُبنى بالفضائح، وإنما بالوعي، والمسؤولية، واحترام الإنسان لكونه إنسانًا.
وكانت الفنانة ريهام عبدالغفور، علقت على تداول صور لها عبر السوشيال ميديا بشكل غير لائق خلال العرض الخاص لفيلمها.
وكتبت ريهام عبدالغفور من خلال حسابها الشخصي فيس بوك: «كان يوم أسود لما بقى في تليفونات بكاميرات، إدت الفرصة لشوية كائنات حقيرة تتغذى على أهداف رخيصة».
يأتي ذلك بالتزامن مع بيان حاسم أصدرته نقابة المهن التمثيلية برئاسة الفنان الدكتور أشرف زكي، شددت فيه على عدم التهاون مع أي صفحات غير مسؤولة تتعمد الإساءة إلى الفنانين المصريين أو تشويه صورة مصر، من خلال تصويرهم أو نشر مقاطع فيديو لهم دون الحصول على إذن، وبأسلوب مسيء.
وأكدت النقابة أن ما جرى مؤخرًا، وفي مقدّمته الواقعة التي تعرضت لها الفنانة ريهام عبدالغفور، يُعد تجاوزًا غير مقبول وإساءة مباشرة للفن المصري، مشيرة إلى بدء اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المتورطين، مع ملاحقة كل من يثبت تورطه في نشر أو ترويج أي محتوى مسيء.



