ومين اللي قال أن أهل مصر عايزين يمشوا !!  عجائب عبدالقدوس

كتب محمد عبد القدوس

من المشروعات القومية التي أثارت دهشتي مشروع “ممشى أهل مصر” ..

رأيته يدخل في دنيا العجائب لأربعة أسباب ..

أولها أن بلادي تعاني من أزمة اقتصادية طاحنة ، والغلاء فاحش ..

وهناك مرافق أساسية في الدولة تحتاج إلى مزيد من الدعم خاصة التعليم والصحة والإسكان ..

ولذلك فهذا المشروع جاء في غير وقته !

وليس له الأولوية على الإطلاق.

والأمر الثاني أن تنفيذه يتم بغباء شديد ..

كنت أتصور أن يبدأ أولا بنموذج ناجح في منطقة محددة من القاهرة وبعد نجاحه وأعجاب الناس به نرى ممشى آخر لأهل مصر في منطقة أخرى وهكذا !!

والذي حدث هو بهدلة شوارع القاهرة التي تقع على ضفاف النيل لإقامة هذا المشروع ..

ولم نر بعد نماذج ناجحة تشجع على المزيد.

والأمر الثالث إنه تم هدم العديد من الحدائق والمنشآت لصالح ممشى أهل مصر بحجة أن ما تم هدمه مخالف للقانون !!

وهذا بالطبع يدخل في دنيا العجائب لأنها قائمة منذ عشرات السنين .. وفكرة مخالفة للقانون حجة حلوة لعدم تعويض من تضرروا !!

والغريب أن هناك أندية تابعة للأجهزة السيادية على النيل مباشرة ولا أحد يستطيع الإقتراب منها بحجة أنها مخالفة للقانون أو هدمها لصالح ممشى أهل مصر !!

والأمر الرابع والأخير وهذا هو بيت القصيد: أن هذا المشروع هو الآخر وما صاحبه من تشويه شديد للعديد من الأماكن التي تطل على النيل تم دون استشارة أحد من أهل مصر ..

ومن قال أن أهل مصر يريدون هذا المشروع ؟!

الحمد لله النيل أمامنا وفرحانين به ونقعد على شواطئه .. فلا نحتاج إلى ممشى ..

وفي الدول المحترمة والمتحضرة فقط يتم حوار مجتمعي واسع حول عمل هذه المشروعات ولا يبدأ القيام بها إلا بعد التأكد من أن الأغلبية موافقة ..

وأتمنى أن نكون يوماً ما من بين هذه الدول !!