سلسلة أسماء الله الحسنى .. معنى اسم الله الحى القيوم

كتبت سوزان مرمر
معاني أسماء الله الحسنى
( الحي، القيوم )
الله سبحانه، الحي، القيوم
هذان الاسمان جاءا مقترنَيْنِ في ثلاثة مواضع من كتاب الله تعالى:
في آية الكرسي: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ﴾ [البقرة: 255].
وفي سورة آل عمران: ﴿ الم * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [آل عمران: 1، 2].
وفي سورة طه: ﴿ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ﴾ [طه: 111].
وقد مرَّ قول طائفة من أهل العلم أنهما الاسم الأعظم، الذي إذا دُعي الله به أجاب، وإذا سُئل به أعطى.
وحياته سبحانه كاملة تامة، لم تُسبق بعدمٍ، ولا يلحقها فناء، ولا يحتاج معها إلى طعام ولا شراب، بل هو الذي يُطعِم ويَسقي ويرزق.
قال الله تعالى: ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا ﴾ [الفرقان: 58].
وقال تعالى: ﴿ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الأنعام: 14].
وقال تعالى: ﴿ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ﴾ [الذاريات: 57].
وقيوميته سبحانه تدل على أنه قائمٌ بنفسه، مقيمٌ لغيره.
قال تعالى: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ﴾ [البقرة: 255].
وجاء في الحديث: ((إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام))[1] .
وقال الله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾ [مريم: 64].
فهو سبحانه قائم بالقسط، وهو العدل، وهو القائم على كل نفس بما تكسب.
لا يعزب عن الله، ولا عن سمعه، ولا عن بصره شيء من أعمال العباد.
مقيم للسماوات والأرض، وليس لمن خلقه معين غيره سبحانه.
قال تعالى: ﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ ﴾ [سبأ: 22].
الله الحي يدل على كمال صفاته سبحانه، واسم الله القيوم يدل على كمال فعله، وكمال الصفات وكمال الأفعال يدل على كمال الذات.
وإذا علمت الله بأنه الحي القيوم، أورث في قلبك حُبَّه وخشيتَهُ وتعظيمَه، فهو الذي ييسر لك أسباب العيش والحياة.
قال تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: 6].
قال ابن القيم رحمه الله: “إن لاسم الحيِّ القيوم تأثيرًا خاصًا في إجابة الدعوات، وكشف الكربات؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اجتهد في الدعاء قال: ((يا حي يا قيوم))”[2].



