حوار غريب مع إب إبنه بايظ !! عجائب عبدالقدوس

كتب محمد عبدالقدوس
جاءني يشكو من ولده: ده ولد بايظ ..
يا خسارة تربيتي فيه !!
إنسان مش طبيعي بالمرة .
حاولت تهدئته وسألته عن أسباب ثورته على أغلى ما في حياته !!
كانت إجابته: أخلاقه بعيدة جداً عما كنت أتمناه له ..
قاطعته قائلا: الجيل الجديد مختلف بالتأكيد عنا .. ولا يمكن أن تطلب منه أن يكون نسخة منك !!.
إجابتي لم تعجبه وقال بغضب أوعى تدافع عنه .. ده ولد قليل الأدب .. يقاطعني وأهله كلهم .. ومفيش بيننا وبينه كلام ولا سلام !! ماعندوش وفاء ولا إخلاص ..
تعجبت من قوله وسألته: عن الأسباب التي أدت إلى هذه القطيعة .. المؤكد أنه حدث صدام بينك وبينه !!
رد قائلا: أبدا لم يحدث ذلك .. العكس هو الصحيح تماماً كان آخر دلع.
وهذا الذي أفسده .. لأن طلباته كلها مجابهة وعمرنا ما قلنا له: لأ .. وأوقفناه عن حده !!
واضاف قائلا: أنا يا أستاذ “محمد” أثق فيك وأسألك: أعمل إيه ؟؟.
قلت له: أصبر عليه وأدعو له وإن شاء الله دعوتك مستجابة لأن ربنا عارف إنك رجل صالح ولا يريد أن يخيب أملك في إبنك ..
رد باستهجان: ده كلام نظري وخايب !! الدعوات وحدها لا تكفي لإصلاحه ..
أثار كلامه دهشتي وقلت له: ربنا بيقول: “إنك لا تهدي من أحببت لكن الله يهدي من يشاء”.
فوجئت به يقول: ده كلام فارغ !! مش مقتنع بيه .. ليه ربنا لا يساعدني في إهداء من أحب ؟
أفزعني كلامه .. وكدت أن أنفجر فيه ، لكنني تمالكت نفسي وقلت له في هدوء مفتعل: ما هذا الذي تقول ؟؟ ده كلام ربنا .. فكيف تصفه بأنه كلام فاضي !! أستغفر ربك على هذا الكلام ..
وأضفت قائلا له في حزم: ما جرى لإبنك إختبار إلهي شديد لك .. إما أن تنجح فيه أو ترسب ، وتزداد حالة إبنك سوء .. وأنت كمان تزداد أحوالك تدهورا ..
سألني وهو غاضب: وليه ربنا عايز يختبرني في إبني ؟؟
قلت له وأنا أشفق عليه: الدنيا دار إختبار .. واحد عنده بلوى في صحته وآخر عنده مشاكل في عمله وثالث مصاب في رزقه .. ورابع في حياته الزوجية .. وخامس يفقد شخص عزيز عليه وهكذا .. واللي ربنا لم يختبره يبقى حظه من السما وعليه أن يشكر خالقه جداً.
حاول أن يرد .. فقاطعته قائلا: أسمع كلامي للأخر .. أنت يا صديقي لست أفضل من ناس أحسن منك مليون مرة .. أقصد الأنبياء والصالحين .. ربنا اختبرهم في أبناءهم وزوجاتهم .. سيدنا “نوح” نموذج .. ربنا حذره من أن يضعف أمام إبنه المتمرد !! وزوجة سيدنا “لوط” رفضت رسالته .. بل أن أقرب إنسان إلى سيدنا “محمد” عليه الصلاة والسلام رفض أن يؤمن به حتى وهو على فراش الموت رغم إلحاح نبينا عليه بذلك .. وعندي عشرات من الأمثلة الأخرى للعديد من المصلحين عبر التاريخ عانوا من زوجاتهم وأبنائهم وكانوا مصدر نكد لهم ..
والمطلوب منك أن تصبر على ابنك وترضى بالقدر خيره وشره وتدعو من الله أن يصلح أحواله .. وأوعى تستهين بسلاح الدعوات .. إنه من الأسباب المهمة جداً المطلوب الأخذ بها في مواجهة بلاوي الدنيا .. وخليك واثق أن ربنا هيصلح حاله .. الله الذي خلقك هو ربك الذي سيصلح أحوال إبنك بإذن الله .. وانتظر الفرج واصبر صبراً جميلا وارضى بقضاء الله بدلاً من صبر واحد غاضب وزعلان .. لأن هذا الزعل الذي أنت فيه لن يؤدي بك في النهاية إلا إلى الجنون .. وتتحطم سعادتك وربنا يعطيك يا صديقي قدرة الصبر الجميل على أحوال ابنك، وان شاء الله تشوفه تاتي زي الفل، ويحفظك انت وهو من كل سوء.



