أكبر مكتب محاسبة: ملاك أبيض وآخر أسمراني أنقذونا من الإفلاس .. يوم لا أنساه

يقدمه: محمد عبدالقدوس
أحياناً يكون الإنسان في ورطة ..
مشكلة كبرى يعاني منها ولا يجد لها حل ..
ويتدخل ربنا لإنقاذه وتأتيه نجدة من السماء من حيث لا يدري ..
ومن فضلك لا تظن أن هذا كلام نظري بل هو واقع شهده “حازم حسن” ووالده المرحوم “زكي حسن” ومكتبهم هذا من كبريات مكاتب المحاسبة في مصر ..
فهو كيان ضخم يقوم بمراجعة ميزانيات أكثر من ألف شركة كبرى في مختلف المجالات ، وله فروع في أكثر من دولة ..
وصدق أو لا تصدق البنك الدولي بجلالة قدره أختاره ليراجع ميزانيته الضخمة ضمن فريق من أكبر المتخصصين عالمياً في هذا المجال.
وفي بداية الستينات من القرن العشرين تعرض هذا المكتب لما يشبه الإفلاس ، وأترك صاحبه ليروي ما حدث:
يقول “حازم حسن”: في ذلك الوقت قام الحكم القائم بتأميم العديد من رجال الأعمال والشركات.
وكان مكتبنا يقوم بمراجعة حساباتهم.
وازدادت أحوالنا تدهورا بعد ما جرى ، والكارثة التي لحقت بالقطاع الخاص كله.
واضاف قائلا: كان والدي “زكي حسن” رحمه الله رجل دوغري ودقيق جداً في عمله ويرفض النفاق والمداهنة أو تقديم أي تنازل ، ورأيته دوماً قدوتي ومثلي الأعلى.
وسألت نفسي: كيف يمكن لهذا الرجل الشريف أن يلقى مثل هذا المصير السيئ ..
هل هذا جزاء أمانته وإتقانه لعمله ؟؟
وسارعت إلى ربي أستغفره ، فقد شعرت أنني أعترض على الله ومشيئة ربنا.
(المفاجأة الكبرى)
وفي يوم لا أنساه يتدخل القدر بطريقة غير متوقعة أبدا ، كنت جالساً مع والدي حين جاءنا من يخبرنا بأن هناك أثنين من الخواجات يريدون مقابلتنا !
وتعجبنا بالطبع من هذه المفاجأة وتسألنا: من هؤلاء ؟؟
قدموا لنا أنفسهم نحن من السويد ..
شركتنا كانت تمتلك شركة النيل للكبريت في بلادكم وتعرضت للتأميم ..
وجئنا إلى مصر لفحص أوضاعها ..
وأكتشفنا أنكم تراجعون ميزانية شركتنا ولم تأخذوا أتعابكم وأعطونا شيك بمبلغ محترم جدا في ذلك الوقت ثم أختفوا !!
وهذا الأمر كله لم يستغرق سوى خمس دقائق ورأيناهم وكأنهم قادمون من السماء لإنقاذنا.
وغداً بإذن الله موعدنا مع الملاك الأسمر ومعه بدأ فصل جديد لمكتب المحاسبة الكبير فانتظرني لو سمحت.


