د سميرة بنتن تقدم ورقة عمل حول التربية الرقمية وأثرها في الحفاظ على الروابط الإنسانية عبر الأجيال

علاء حمدي
أطلق مجلس الأسرة العربية للتنمية، أحد مجالس الاتحاد العربي للتنمية المستدامة، أعمال المنتدى الثاني للأسرة العربية، والذي عُقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بحضور نخبة من الأكاديميين والخبراء والمتخصصين في مجالات العلوم الإنسانية والقانون والإعلام من مختلف الدول العربية.
وجاء المنتدى برئاسة الدكتور أشرف عبد العزيز، الأمين العام للاتحاد العربي للتنمية المستدامة، والدكتورة آمال إبراهيم، رئيس مجلس الأسرة العربية للتنمية، في إطار حرص المجلس على مناقشة القضايا المعاصرة التي تمس الأسرة العربية في ظل التحولات الرقمية المتسارعة.
وشهد المنتدى مشاركة الدكتورة سميرة بنتن، استشاري التنمية المستدامة وعضو مجلس الأسرة العربية للتنمية، التي قدمت ورقة عمل تناولت التربية الرقمية وأثرها في الحفاظ على الروابط الإنسانية عبر الأجيال، مؤكدة أن التربية الرقمية لم تعد مقتصرة على تعليم مهارات استخدام التكنولوجيا، بل أصبحت منظومة قيمية وأخلاقية تهدف إلى تعزيز الوعي، وحماية الهوية، والحفاظ على التماسك الأسري والاجتماعي.
وأوضحت بنتن أن التربية الرقمية المسؤولة تقوم على ترسيخ مبادئ السلامة الرقمية، والأخلاقيات السلوكية في الفضاء الإلكتروني، وإدارة الوقت الرقمي، وبناء هوية رقمية إيجابية، بما يضمن استخدامًا واعيًا للتكنولوجيا دون الإضرار بالعلاقات الإنسانية.
كما استعرضت أبرز التحديات التي يواجهها النشء في الفضاء الإلكتروني، وفي مقدمتها التنمّر الإلكتروني، وانتشار المعلومات المضللة، وإدمان الشاشات، وانتهاك الخصوصية، وضعف المهارات الاجتماعية، مشددة على أهمية تكامل أدوار الأسرة والمؤسسات التعليمية في مواجهة هذه التحديات.
وأكدت ورقة العمل أن الأسرة تمثل خط الدفاع الأول في تعزيز الوعي الرقمي، من خلال الحوار المفتوح، والقدوة الإيجابية، ووضع ضوابط واضحة لاستخدام التكنولوجيا، والمتابعة الواعية للمحتوى، بما يحقق التوازن بين الحماية وبناء الثقة.
كما أبرزت دور المدرسة كشريك أساسي في بناء الوعي الرقمي، عبر إدماج مفاهيم الأمن السيبراني والتفكير النقدي في المناهج، وتنمية مهارات التفاعل الإنساني والتعاون الواقعي لدى الطلاب.
واختتمت بنتن بالتأكيد على أن الحفاظ على الروابط الإنسانية في عصر التقنية مسؤولية مشتركة، تتطلب إعادة الاعتبار للتواصل المباشر، وتعزيز قيم الحوار والتعاطف، والنظر إلى التكنولوجيا كوسيلة داعمة للحياة الإنسانية وليست بديلاً عنها.
ويأتي المنتدى الثاني للأسرة العربية ضمن جهود مجلس الأسرة العربية للتنمية الرامية إلى دعم استقرار الأسرة العربية، وبناء وعي مجتمعي مستدام يواكب التحول الرقمي دون التفريط في القيم الإنسانية.



