ما خفي في هجوم أستراليا الدموي: حصيلة ثقيلة.. وتساؤلات حول ملف “الأب والابن” والعلاقة بداعش

كتبت سوزان مرمر
كشفت السلطات، الإثنين، عن تفاصيل جديدة حول الهجوم الذي استهدف محتفلين بعيد الحانوكا اليهودي في أستراليا.
وقد ارتفعت حصيلة القتلى إلى 15 شخصًا على الأقل، أصغرهم طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات، وأكبرهم امرأة في الثمانينيات من عمرها، فيما لا يزال 38 شخصًا على الأقل يتلقّون العلاج في المستشفى، ودُعي سكان سيدني إلى التبرع بالدم.
وقالت الشرطة الأسترالية إن الهجوم تم بالتنسيق بين مسلحين، وهما الأب ساجد الأكرم (50 عامًا) وابنه نافيد الأكرم (24 عامًا).
وقد قُتل الأب أثناء الهجوم على يد الشرطة، بينما يتلقى الابن العلاج في المستشفى. وبحسب التقارير، وصل الأب إلى البلاد عام 1998 بتأشيرة دراسة واستقر فيها، فيما وُلِد الابن في أستراليا.
أفادت الشرطة أن الأب كان يحمل ترخيصًا للصيد الترفيهي وعضوًا في نادٍ للرماية، في حين كان الابن قد لفت نظر وكالة الأمن الأسترالية (ASIO) في عام 2019، بسبب احتمال صلته بتنظيم الدولة الإسلامية، لكن تقييمها خلُص إلى أنه لا يشكّل تهديدًا بالانخراط في أعمال عنف.
كما أن الشرطة وقعت على علم تنظيم الدولة الإسلامية الأسود والأبيض من سيارة مرتبطة بالرجلين أثناء تفتيشها للبحث عن متفجرات.
وقال رئيس جهاز الاستخبارات الأسترالي مايك بورغِس: “كان أحد الأفراد معروفًا لدينا، لكن ليس من منظور تهديد فوري، ومن الواضح أننا بحاجة إلى النظر فيما حدث هنا”.
كما داهمت الشرطة منزلًا في إحدى ضواحي سيدني على صلة بالهجوم، دون أن يتضح بعد من كان يقيم فيه، ووصف الجيران مشاهد من الفوضى والخوف مع انتشار عناصر الشرطة في شارع عادةً ما يكون هادئًا.
أحمد الأحمد “بطلًا”
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو للرجل الذي تدخل بشجاعة وحاول السيطرة على المسلح، مانعًا وقوع المزيد من الضحايا، وقد حدّدت السلطات هويته بأنه أحمد الأحمد، وهو مسلم سوري يبلغ من العمر 43 عامًا وأب لطفلين. وأُصيب بعيارين ناريين في ذراعه ونُقل إلى المستشفى حيث يتلقى العلاج.
وأشاد وزير الشؤون الداخلية توني بيرك بأحمد، قائلاً: “كل الأستراليين يقفون صفًا واحدًا في مواجهة هذا الهجوم: الشرطة، والمسعفون، وحتى أحد المارة مثل أحمد الأحمد، الذي خاطر بحياته في مواجهة المهاجمين”. وقال ابن عمه مصطفى، متحدثًا خارج مستشفى سانت جورج: “إنه بطل بلا شك، لأنه ربما ضحّى بحياته لإنقاذ الآخرين”.



