لغز اغتيال “طيّار حماس”.. من هو المهندس التونسي محمد الزواري ولماذا استهدفته إسرائيل؟

كتبت سوزان مرمر

عقب الاغتيال، برزت أسئلة عديدة: ما الذي جعل الزواري هدفًا لإسرائيل؟ وما حجم الدور الذي اضطلع به حتى يُنظر إليه كخطر؟ وكيف أصبح شخص واحد مصدر تهديد لقوة عسكرية كبرى؟ ثم لماذا سارعت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى التفاخر بالعملية والكشف عنها بعد ساعات فقط من وقوعها؟

عاش المهندس التونسي محمد الزواري متخفيًا بين المطاردة والاعتقال، قبل أن يُغتال عام 2016 في عملية نُسبت إلى الموساد الإسرائيلي. وعاد اسمه إلى الواجهة بعدما أطلقت حركة حماس اسم “الزواري” على طائرات مسيّرة انتحارية استُخدمت في المواجهة مع إسرائيل. فمن يكون هذا المهندس؟ ولماذا تحوّل إلى هدف أمني عالي المستوى؟

 

من مقاعد الهندسة إلى مسارات المطاردة

وُلد المهندس محمد الزواري في أواخر يناير 1967 بمدينة صفاقس جنوب تونس، ليتميّز بمسار دراسي قاده إلى المدرسة الوطنية للمهندسين في صفاقس، حيث تشكّل وعيه المهني والعلمي الذي سيُحدِث أثرًا لاحقًا في مسيرته.

 

انخرط الزواري في شبابه المبكر في حركة الاتجاه الإسلامي (التي عُرفت فيما بعد بحركة النهضة)، وبرز كقائد طلابي مؤثر ضمن الاتحاد العام التونسي للطلبة. لكن هذا النشاط جعله تحت مجهر السلطات الأمنية في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، مما دفعه إلى مواجهة الملاحقة والاعتقال إثر أحداث مايو 1991 الجامعية، وهي المواجهة التي حدثت بين نظام بن علي وحركة النهضة الإسلامية، والتي شكلت منعطفًا في حياة الزواري.

 

أجبره الوضع الأمني على مغادرة تونس، فتنقّل بين ليبيا والسودان، حيث طوّر خبرته في التصميم والتصنيع. وفي عام 2006 انتقل إلى سوريا ليبدأ صفحة جديدة من حياته، تزوّج هناك عام 2008 من السيدة ماجدة، وواصل مسيرته بعيدًا عن الأضواء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى