الصدمة

بقلم د امال إبراهيم
استشاري العلاقات الأسرية
رئيس مجلس الأسرة العربية للتنمية
كل منا لاشك تعرض للخذلان لكن هناك فئة بتتعرض لنفس القصص ويتكرر في حياتها
قدّام نفس السؤال اللي بيتكرر كل فترة:”ليه كل مرة أثق في حد، ألاقي الوش الحقيقي بيظهر متأخر؟”ويمكن تعبتِ من إن الناس بقت ماهرة في لبس أقنعة الطيبة… واللي بيجيد الكذب بيعرف يعيش فترة بملامح الملاك.ويمكن أكتر حاجة بتوجع هو إنك اكتشفتي إنك اتاخدتي على طيبتك مش على غلط عملتيه.ومع كل صدمة، قلبك بيتشرخ، وبتقولي لنفسك:”خلاص… محدش يستاهل الثقة.”فتدخلي الدائرة اللي فيها كل حد مُدان قبل ما حتى يثبت العكس.لكن…لحد إمتى هتفضلي عايشة جوه الدفاع الدائم؟لحد إمتى هتقيسي كل خطوة بالشك؟ولحد إمتى هتعاقبي نفسك على ذنب حد تاني؟
اسئلتي مش علشان أوجعك، بل علشان تفكري بعيدًا عن الغضب والخذلان.
لأن الهروب مش علاج… والتحفّز الدائم مش أمان…ومواجهة الألم – بعقل – هي البداية الحقيقية للتعافي.في علم النفس بيقول إن الثقة مش قرار واحد…دي عملية:حذر بدون سوء ظن — قلب مفتوح بس بحدود — تجارب نختبرها مش نسلمها بالكامل.وتذكري إن في حياتنا ناس بيجوا يمتحنوا وعينا… وناس بيجوا يرمّموا.وكل تجربة، خير أو شر، بتعلّم درس والدرس الحقيقي مش في الخوف، بل في الفهم.
وتفتكري حاجات مهمة في علاقاتك علشان تعيش مرتاح واكيد نتقابل صدمات لكن علشان تحميل نفسك في الوقوع في نفس الأخطاء لازم تعرف “الخسارات مش نهاية، دي بداية وعي جديد.” “الثقة مش هدية… الثقة مساحة تبني مع الوقت ولا تكتسب
“مش كل اللي يعدّي حياتك لازم يدخل قلبك.”فرفقًا بنفسك.اطلعي برة السجن اللي بنيتيه من خوفك.اختاري دايرتك الصغيرة بعناية… مش بالشك، بل بالفطنة.ووزّعي الثقة بالقدر اللي يستحقه كل شخص، مش بالقدر اللي تتمنيه.وأهم من دا كله: خلّي سندك الثابت في ربك… واطلبي منه يجمعنا بالناس اللي تطمّن قلبك، وتكون رحمة قبل ما يكون علاقة وتحفظ الود والعيش والملح .



