تحذير أممي عاجل من تصاعد العنف العرقي والفظائع على يد الدعم السريع

كتبت سوزان مرمر
أصدرت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري تحذيرًا شديد اللهجة بشأن تصاعد الخطاب المهين، وخطاب الكراهية، وانتهاكات حقوق الإنسان ذات الدوافع العرقية في السودان، لا سيما في الفاشر وعبر شمال دارفور.
وقالت اللجنة في تقرير نقله موقع Devdiscourse، اليوم الأربعاء، إن الوضع قد تدهور بشكل حاد بعد سقوط الفاشر في 26 أكتوبر 2025، بعد أكثر من 540 يومًا منذ بدء الحصار.
وذكر تقرير اللجنة، الصادر بموجب إجراءات الإنذار المبكر والتحرك العاجل، فظائع واسعة النطاق ارتكبتها مليشيا الدعم السريع والجماعات المتحالفة معها، بما في ذلك أعمال عنف استهدفت أفرادًا من قبائل الفور والمساليت والزغاوة.
وأشارت اللجنة إلى أن السودان يشهد حاليًا واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، حيث بلغ عدد النازحين داخليًا 7.2 مليون شخص، بالإضافة إلى أكثر من 3 ملايين لاجئ اضطروا للجوء إلى الدول المجاورة، وتتفاقم هذه الكارثة الإنسانية بسبب المجاعة، وانهيار الخدمات الأساسية، وانقطاع ممرات المساعدات.
الفظائع المرتكبة في الفاشر وشمال دارفور
وفقًا للجنة، شهدت تداعيات سقوط الفاشر موجة من الانتهاكات ذات الدوافع العرقية، بما في ذلك: القتل والتعذيب والإعدام بإجراءات موجزة، الاحتجاز التعسفي للمدنيين، الاغتصاب والعنف الجنسي على نطاق واسع واستخدامهما كسلاح حرب، الهجمات على المستشفيات والعيادات بما في ذلك قتل المرضى، وحرمان المرضى من الرعاية الطبية، والاعتداءات المباشرة على العاملين في المجال الإنساني، إضافة إلى العرقلة المتعمدة لوصول المساعدات.
كما حذرت اللجنة من تصاعد العنف في إقليم كردفان، حيث أدت الاشتباكات المتجددة بين القوات المسلحة السودانية ومليشيا الدعم السريع إلى مزيد من انتهاكات حقوق الإنسان وزعزعة الاستقرار.
دعوات للمساءلة وحماية الضحايا
حثت اللجنة السلطات السودانية على اتخاذ تدابير فورية وفعالة لوقف تصاعد العنف العرقي والتحريض على الكراهية العنصرية واستخدام الخطاب العنصري المهين.
ودعت إلى إجراء تحقيقات فورية ونزيهة وعلنية في جميع الانتهاكات المزعومة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، وشددت على ضرورة محاكمة الجناة، بمن فيهم من يشغلون مناصب قيادية، وضمان حصول الضحايا على تعويضات كاملة، بغض النظر عن خلفيتهم العرقية.
كما حثت اللجنة السودان على التعاون الكامل مع بعثة تقصي الحقائق الدولية المستقلة في السودان، لا سيما في التحقيق في الفظائع المرتكبة في الفاشر ومحيطها.
نداء لوقف إطلاق النار وحوار وطني شامل
جددت اللجنة دعوتها لجميع الأطراف إلى وقف الأعمال العدائية فورًا والعمل على التوصل إلى وقف دائم وغير مشروط لإطلاق النار. وأكدت أن استقرار السودان في المستقبل يعتمد على حوار وطني شامل يجمع مختلف الطوائف العرقية من أجل التوصل إلى حل سلمي ودائم وإعادة تشكيل حكومة مدنية.
ومع تدهور الأوضاع الإنسانية وانتشار العنف، شددت اللجنة على أن اتخاذ إجراءات عاجلة من قبل السلطات السودانية والمجتمع الدولي أمر ضروري لمنع المزيد من التطهير العرقي والفظائع والنزوح الجماعي.



