مصر تجهز لمشروع عالمي قرب أهرامات الجيزة باستثمارات عملاقة

كتبت سوزان مرمر
عقد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي اجتماعا بمقر الحكومة في العاصمة الإدارية الجديدة، لاستعراض المخطط الطموح لتطوير المناطق المحيطة بأهرامات الجيزة والمتحف المصري الكبير.
ويمتد نطاق المشروع الذي يقوده تحالف بين شركة عالمية رائدة في التطوير السياحي وشركة استشارية مصرية، من مطار سفنكس الدولي شمالا إلى دهشور جنوبا، ويهدف إلى تحويل هذه المنطقة التاريخية إلى “ممر وجهة الأهرامات” لتكون مقصدا متكاملا يجمع بين التراث القديم والحداثة المعاصرة.
وأكد مدبولي أن الدولة المصرية ملتزمة بتطوير جميع المناطق المحيطة بأهرامات الجيزة والمتحف المصري الكبير، لجعلها مقصدا سياحيا عالميا يتوافق مع معايير منظمة اليونسكو للحفاظ على التراث التاريخي.
وشدد رئيس الوزراء المصري على أن المشروع يتسق تماما مع استراتيجية مصر للسياحة المستدامة 2030، التي تهدف إلى زيادة الإيرادات السياحية إلى 45 مليار دولار بحلول نهاية العقد، مع الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية.
واستعرض مسؤولو الشركة العالمية في عرض تقديمي مفصل ملامح المخطط الرئيسي الذي يعتمد رؤية سياحية مستدامة تحول المنطقة إلى مركز متكامل للأنشطة السياحية والثقافية والترفيهية.
ووفقا للمستشار محمد الحمصاني المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء “يرسخ المشروع مكانة مصر كوجهة رائدة للتراث والحضارة” من خلال تجربة زوار ثرية تربط بين المقومات التاريخية والثقافية والبيئية.
وأوضح أن الخطة تعتمد على منهجيات التخطيط القائمة على البيانات لتقدير الطلب السياحي المستقبلي، وضمان إدارة فاعلة لاستخدامات الأراضي، مع تقسيمات تراثية وسياحية وحضرية تحقق توازنا بين التطوير والحفاظ على الهوية التاريخية.
ومن أبرز مكونات المشروع إنشاء محاور نقل حديثة تربط بين المناطق السياحية الرئيسية، وتطوير ممرات إقليمية تربط هضبة الجيزة بسقارة ودهشور، لتوفير رحلة متكاملة للزوار.
كما يعطى الأولوية لحماية التراث من خلال تنويع التجارب السياحية بما في ذلك مرافق ترفيهية مستدامة وفنادق فاخرة ومناطق خضراء، مع جذب الاستثمارات المحلية والدولية في مجالات السياحة والخدمات والبنية التحتية.
وأكد الحمصاني أن “الفترة المقبلة ستشهد خطوات فعلية نحو التنفيذ بعد الحصول على الموافقات اللازمة”، مشيراً إلى أن مناقشات جادة جارية لتحديد أولويات التطوير وفرص الاستثمار.
يأتي هذا التطوير في سياق استراتيجية مصر الوطنية للسياحة التي ساهمت في نمو الإيرادات بنسبة 25% في 2025، لتصل إلى 13 مليار دولار في النصف الأول وحده، ومع ذلك يعد المشروع استجابة لتوصيات اليونسكو، التي حذرت في تقرير 2024 من مخاطر التوسع العشوائي حول المواقع الأثرية.
ويتوقع أن يولد المشروع آلاف الوظائف ويرفع الطاقة الفندقية في المنطقة إلى 50 ألف غرفة إضافية، مع التركيز على الاستدامة البيئية لمواجهة تغير المناخ الذي يهدد الصحراء المحيطة.



