محمد صلاح : إرحل غير آسف عليهم !!

بقلم الكاتب الكبير – مأمون الشناوي
هؤلاء الانجليز لاعهد لهم ولا أمان ؛ فهم قوم نفعيون متطفلون متسلقون ، مثل نبات الهالوك ، يأخذونك لحماً ويتركونك عظماً ، لامشاعر لديهم ولا عواطف ، برجماتيون إلي حد الجحود والنذالة !!.
ولهذا كنت – ومازلت – أستخسر فيهم هذا الشاب العبقري الموهوب محمد صلاح ، وهاهم – وبعد مايقرب من تسع سنوات – يلقون به ( تحت الحافلة ) ، كما قال هو أخيراً ، ورغم أن المدرب { سلوت } هولندي ، إلا أن العنصرية تمتطي عقله هو الآخر مثل الانجليز تماماً ، لافرق بينهم جميعاً ، وتاريخهم الاستعماري يشهد عليهم !!.
لقد رفع محمد صلاح نادي ليفربول من الحضيض ، ليتصدر قمة الدوري الانجليزي ، بعد ثلاثين عاماً من الضعف والتخبط والترنح ، وحصد العديد من البطولات ، ولولا هذا الشاب المصري الأسطورة لظل نادي ليفربول في قعر الكرة الانجليزية ، فقد حصد النادي بفضله علي : الدوري الانجليزي الممتاز ١٩ / ٢٠ – دوري أبطال أوروبا ١٨ / ١٩ – كأس السوبر الأوربي ٢٠١٩ – كأس العالم للأندية ٢٠١٩ – كأس الاتحاد الانجليزي ٢١ / ٢٢ !!.
قلت ذلك كثيراً ومازلت أقوله ، وفي وقت علا فيه صوت الدراويش والبهاليل عندنا ، فقالوا بأن الانجليز يدخلون في دين الله أفواجا ، وأن أطفال انجلترا يسجدون تقليداً لمحمد صلاح ، وحولوا الشاب من لاعب كرة عظيم إلي فاتح كبير ، من محمد صلاح إلي طارق بن زياد ، وهو وهم كبير وخداع للنفس كعادتنا ، والحقيقة أنه لم يكن عند هؤلاء القوم سوي أنه أحد أسباب سعادتهم ، وانبساطهم ، وفرحة جماهيرهم ، وامتاعهم بموهبته الخارقة ، وجلب الانتصارات والبطولات لهم ، وفقط ، ودليل ذلك أنه لا أحد في انجلترا كلها يدافع عنه ، لا إعلام ولا جماهير ولا مسؤولين !!.
وكم أتمني علي محمد صلاح – الذي أشعر كأنه إبني – أن يرحل عن هؤلاء الجاحدين ، بعد أن ركنه المدرب الأحمق ثلاث مباريات متتالية علي دكة الاحتياطي ، كما أتمني أن يرحل إلي أحد أندية أسبانيا ؛ فلديهم بقايا من أخلاق عربية ومروءة أندلسية ، كما أن لديهم أعظم ناديين في العالم : ريال مدريد وبرشلونة !!.
ولتطمئن أيها الشاب الأسطورة ، بأن جماهيرك معك أينما توجهت ، عينها عليك ، ترعاك ، وتشد علي يديك ، وتؤازرك ، كما هي مع الأسطورة كريستيانو رونالدو ، الذي أحسن الاختيار ، حين استقر به المقام في نادي النصر السعودي !!.
إرحل – يابُنيّ – بكرامتك عن هؤلاء المتسلقين ، غير نادم ولا آسف ، ولاتحزن ؛ فأنت صاحب الفضل عليهم ، وعلي ناديهم وجمهورهم ، والله وشعب مصر والأمة العربية معك !!.



