انقلاب فاشل في بنين… والجيش يمنع سقوط الدولة

بحسب بيان لوزير الداخلية ألاساني سيدو، فإن “القوات المسلحة ظلت وفية لقسمها، وتمكنت من إفشال المحاولة التي هدفت لزعزعة استقرار البلاد”. وأشار الوزير إلى أن مجموعة صغيرة من الجنود أطلقت ما وصفه بـ”حركة تمرد” في الساعات الأولى من صباح السابع من ديسمبر، معلنة عبر التلفزيون الرسمي تعليق الدستور وتنحية الرئيس.
ورغم حالة الارتباك التي سادت العاصمة الاقتصادية كوتونو، فإن القوات الموالية تحركت سريعًا لإعادة السيطرة على المبنى الإعلامي وإخراج الصحفيين الذين تحدثت تقارير عن احتجاز بعضهم داخل مقر البث.
# الرئيس تالون في موقع آمن
وبينما انتشرت شائعات عن لجوء الرئيس تالون إلى سفارة فرنسا، سارعت باريس إلى نفي الأمر، مؤكدة أن الرئيس في “مكان آمن”.
كما قال مستشار رئاسي لوسائل إعلام دولية إن الرئيس يتابع التطورات من موقع محكم الحماية.
وتزامن ذلك مع تحليق مروحيات في سماء كوتونو وانتشار نقاط تفتيش عسكرية في شوارع رئيسية، بينما طلبت السفارات الأجنبية من رعاياها البقاء في منازلهم وتجنب محيط القصر الرئاسي.
# انتشار عسكري مكثف في كوتونو
الجنود المتمردون الذين قادهم الضابط باسكال تيغري، برروا تحركهم بسوء إدارة الرئيس تالون للأوضاع الأمنية المتدهورة شمال البلاد، حيث تتعرض القوات البنينية لهجمات من جماعات متطرفة مرتبطة بالقاعدة وتنظيم الدولة.
وقالت المجموعة العسكرية في بيانها إنها تتحرك “ردًا على إهمال أوضاع الجنود الذين يسقطون في المعارك دون أي رعاية لأسرهم”.
# تداعيات أمنية وسياسية
يأتي هذا التطور في لحظة حساسة تستعد فيها بنين لانتخابات رئاسية مقررة في أبريل المقبل، بعدما أعلن تالون سابقًا أنه لن يترشح لولاية ثالثة، واضعًا ثقله خلف وزير المالية روموالد واداغني كخليفته المحتمل.
وعلى الرغم من الإشادات التي نالها تالون بفضل سياساته الاقتصادية، فإن حكومته واجهت انتقادات متكررة تتعلق بتقييد المعارضة وغياب التعددية السياسية الفاعلة.
# بنين… استثناء ديمقراطي يواجه اختبارًا صعبًا
لطالما اعتُبرت بنين واحدة من الدول الإفريقية القليلة التي حافظت على استقرار ديمقراطي نسبي منذ نهاية حقبة الحكم العسكري.
لكن الانقلاب الفاشل يعكس هشاشة المشهد الإقليمي، خاصة مع تزايد الانقلابات في منطقة الساحل، وآخرها في غينيا بيساو قبل أيام فقط.
وقد سارعت كل من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) والاتحاد الإفريقي إلى إدانة محاولة الاستيلاء على الحكم، مؤكدين التمسك بمبدأ “عدم التسامح مع أي تغيير غير دستوري للسلطة”.
# مخاوف من امتداد عدوى الانقلابات
يرى مراقبون أن محاولة انقلاب بنين ليست حدثًا منعزلًا، بل امتدادًا لموجة اضطراب تضرب غرب إفريقيا وسط تصاعد النفوذ الروسي في بعض دول الساحل، وانسحاب نفوذ تقليدي للدول الغربية هناك.
كما أظهر رصد لصفحات محسوبة على روسيا احتفاءً واضحًا بالخطوة الانقلابية ووصفها بأنها “ثورة تصحيحية”، قبل أن يتبين فشلها.
ورغم استعادة الدولة السيطرة على المشهد، فإن الساعات التي عاشتها بنين كانت كافية لتذكير الجميع بأن المنطقة لا تزال تعيش على حافة زلازل سياسية قد تتكرر في أي لحظة، وأن التحديات الأمنية والاقتصادية قد تدفع المزيد من الدول نحو سيناريوهات مشابهة ما لم تُعالج أزماتها من جذوره



