جائزة “السلام” من الفيفا لترامب تثير جدلاً واسعاً حول حياد كرة القدم

كتبت سوزان مرمر

الجائزة الجديدة التي منحها إنفانتينو للرئيس الأمريكي ترامبالجائزة الجديدة التي منحها إنفانتينو للرئيس الأمريكي ترامب

أثارت الجائزة الجديدة التي منحها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جياني إنفانتينو، للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جدلاً واسعاً وتساؤلات حول حياد الفيفا السياسي، في خطوة وصفها العديد من النقاد بأنها مثيرة للجدل وفجة.

 

ففي احتفال أقيم يوم الجمعة، منح إنفانتينو ترامب الجائزة الأولى من نوعها تحت مسمى “جائزة السلام من الفيفا”، مشيداً بإنجازاته الدبلوماسية الدولية، بما في ذلك ما يعرف بـ”اتفاقيات أبراهام” التي أقامت علاقات رسمية بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.

 

وقال إنفانتينو: “هذا ما نريد أن نراه في القائد: من يهتم بالشعوب ويريد عالماً آمناً ويعمل على توحيد الناس”. وأضاف: “السيد الرئيس، أنت تستحق بالتأكيد هذه الجائزة على ما حققته بطريقة مذهلة”.

 

انتقادات حقوقية

لكن منح الجائزة لترامب جاء وسط انتقادات واسعة. فقد أشارت جماعات حقوقية ودبلوماسيون سابقون إلى سجل ترامب في المجالين الداخلي والخارجي، بما يشمل دعم إسرائيل في عدوانها على الفلسطينيين، وتنفيذ ضربات جوية مميتة في منطقة البحر الكاريبي، وكذلك انتهاكات حقوق الإنسان داخل الولايات المتحدة.

 

وقال كريغ موخيبر، مسؤول سابق في الأمم المتحدة، إن الجائزة تمثل “تطوراً مخجلاً” وتهدف إلى “تلميع سجل ترامب المخزي”.

 

وأشار النقاد إلى أن القرار يتناقض مع سياسات الفيفا السابقة التي دعت إلى الحياد السياسي وحظر الرسائل السياسية داخل الملاعب، مستذكرين تصريحات إنفانتينو عام 2023 حول أهمية الحفاظ على استقلالية الرياضة وحيادها.

 

ووصف الصحفي زاك لوي منح الجائزة لترامب بأنها أشبه بمنح لاعب كرة القدم لويس سواريز جائزة لعدم عض منافسيه، في إشارة إلى سجله المثير للجدل.

 

كأس العام ٢٠٢٦

ويأتي هذا الحدث قبل استضافة الولايات المتحدة، بالتعاون مع المكسيك وكندا، لكأس العالم 2026، ما يعكس العلاقات الوثيقة التي جمعها إنفانتينو بترامب خلال الفترة الماضية، بما في ذلك حضوره مراسم توقيع هدنة غزة في مصر.

 

من جانبه، أكد ترامب أن الجائزة تمثل “أحد أعظم التكريمات” التي تلقاها، مؤكداً أن رئاسته أنقذت ملايين الأرواح وأنه أنهى ثمانية صراعات، في تصريح أثار موجة سخرية وانتقاد على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

وطالب النقاد الفيفا بإلغاء الجائزة، مؤكدين أن السياسة الخارجية والسجل الحقوقي لترامب لا يعكسان “أفعالاً استثنائية للسلام والوحدة”، وأن منح الجائزة يضر بسمعة الاتحاد ويضعه في مواجهة قيمه المعلنة حول حياد الرياضة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى