الوكالة الدولية للطاقة الذرية تُحذر من كارثة في “تشيرنوبيل” بأوكرانيا

كتبت سوزان مرمر
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، السبت، أن الدرع الواقي فوق مفاعل تشيرنوبيل النووي في أوكرانيا، الذي تعرض لضربة بطائرة مسيرة في فبراير، لم يعد قادرًا على أداء وظيفته الرئيسية المتمثلة في حجب الإشعاع، بحسب وكالة “رويترز”.
أضرار جسيمة
وكان هجوم بطائرة مسيرة في فبراير قد أحدث ثقبًا في “الحاجز الآمن الجديد”، الذي بُني بعناية فائقة بتكلفة 1.5 مليار يورو (1.75 مليار دولار) بجوار المفاعل المدمر ثم نُقل إلى مكانه على سكك حديدية، واكتمل العمل فيه عام 2019 بمبادرة أوروبية. وذكرت الوكالة أن تفتيشًا أجري الأسبوع الماضي لهيكل الحاجز الفولاذي كشف أن اصطدام الطائرة المسيرة أدى إلى تدهور في بنيته.
أدى انفجار تشيرنوبيل عام 1986 – عندما كانت أوكرانيا تحت الحكم السوفيتي – إلى إرسال إشعاعات عبر أوروبا. وفي إطار الجهود الطارئة لاحتواء الانهيار، بنى السوفييت فوق المفاعل “تابوتًا” خرسانيًا بعمر افتراضي لا يتجاوز 30 عامًا. أما الهيكل الجديد، فتم إنشاؤه لاحتواء الإشعاعات خلال عملية إزالة التابوت القديم، ومبنى المفاعل المدمر تحته، والوقود النووي المنصهر على مدى عقود.
نتائج التفتيش وحالة السلامة النووية
صرح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، بأن بعثة التفتيش “أكدت أن الهيكل الواقي قد فقد وظائفه الأساسية المتعلقة بالسلامة، بما في ذلك قدرته على الاحتواء، لكنها وجدت أيضًا أنه لم يلحق أي ضرر دائم بهياكله الحاملة أو أنظمة المراقبة”.
وأضاف جروسي أن بعض الإصلاحات أُجريت بالفعل، “لكن الترميم الشامل لا يزال ضروريًا لمنع المزيد من التدهور وضمان السلامة النووية على المدى الطويل”.
وأفادت الأمم المتحدة في 14 فبراير بأن السلطات الأوكرانية أعلنت أن طائرة مسيرة تحمل رأسًا حربيًا شديد الانفجار ضربت المحطة، ما تسبب في حريق وألحق أضرارًا بالكسوة الواقية المحيطة بالمفاعل. وقالت السلطات الأوكرانية إن الطائرة روسية، بينما نفت موسكو مسؤوليتها عن مهاجمة المحطة.
كما ذكرت الأمم المتحدة في فبراير أن مستويات الإشعاع ظلت طبيعية ومستقرة، ولم تُسجّل أي تسربات إشعاعية.
واحتلت روسيا المحطة والمنطقة المحيطة بها لأكثر من شهر خلال الأسابيع الأولى من غزوها لأوكرانيا في فبراير 2022، في إطار محاولة قواتها التقدم نحو العاصمة كييف.
وأجرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التفتيش بالتزامن مع مسح شامل للأضرار التي لحقت بمحطات الكهرباء الفرعية نتيجة الحرب بين أوكرانيا وروسيا.



