كلاب أهل النار.. مشارى العفاسى يكشف أوجه الشبه بين «الإخوان» و«الخوارج»

كتبت سوزان مرمر
كشف القارئ مشارى راشد العفاسى عن العديد من أوجه الشبه بين جماعة «الإخوان»، وغيرها من تنظيمات «الإسلام السياسى»، ومجموعات «الخوارج» قديمًا، مبينًا أن النبى «صلى الله عليه وسلم» تنبأ بوجود هؤلاء، وحذر منهم ومن فتنتهم، وأكد أنهم سيستمرون فى الظهور أوقات الفتن، وأن أغلبهم سيكونون من صغار السن وقصيرى النظر، وممن يغترون بعلمهم رغم جهلهم بقواعد الدين والشرع. وأفاد «العفاسى»، فى فيديو نشره عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعى، بأن من أوجه الشبه الأخرى بين «الإخوان» و«الخوارج»، أنهم يدخلون فى نيات الناس، ويقتلون أهل الإسلام، ويكفّرون غيرهم، ويفرّقون الأمة إلى جماعات وشِيع.
وأضاف أن كلا الجانبين يتميز بالجرأة والتطاول وإساءة الأدب على كل من لم ينهج نهجهما، رغم ظاهرهما المتدين وحديثهما المعسول، بالإضافة إلى حبهما الكبير للمال والرئاسة، وهو ما ظهر مؤخرًا فى تمويلهما الثورات، وفضائحهما الخاصة بسرقة التبرعات وأموال الزكاة، وغيرها.
يشتركان فى «حب المال والرئاسة».. الطعن والدخول فى النيات «سمة مشتركة».. والتفجيرات والاغتيالات سلاحهما ضد الخصوم
كيف نعرف صفات الخوارج الذين سماهم النبى «صلى الله عليه وسلم» كلاب النار؟ وما وجه الشبه بين الخوارج النابحة قديمًا والخوارج النابحة حديثًا؟ وما الشبه الكبير بين جماعة الإخوان المسلمين والخوارج، وصفات الخوارج لنرى وجه الشبه بينهما؟
أولى هذه الصفات حب المال والرئاسة، فهم عندما خرجوا على عثمان بن عفان «رضى الله عنه» قتلوه لأجل قسمة المال والمناصب، لذا فصفة حب المال بالذات صفة محورية عند الخوارج، وهو ما نعيشه اليوم فى فضيحة سرقة التبرعات بسبب الفتاوى الواسعة بصرف الزكاة، مرة للانتخابات، ومرة للثورات، ومرة للردود على خصوم الإخوان، ومرة للتنظيم والحزب وفى سبيل الله والدعوة.
ويؤخذ هذا من حديث النبى عندما جاءه «ذو الخويصرة»، فقسّم النبى المال، وقال «ذو الخويصرة»: «اتق الله يا محمد، اعدل يا محمد، إنها قسمة يراد بها وجه الله»، وما تكلم بهذا الكلام إلا بدافع حب المال، لذا نزلت الآية: «وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِى الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ»، وهذا الاعتراض الخطير على النبى لم تكن وراءه غيرة على الدين، إنما بدافع حب المال، لذا أساء الأدب مع النبى، ورفع صوته على النبى وتجرأ على مقام النبوة.
ومن صفاتهم، أيضًا، الطعن والدخول فى النيات، لذا قال «ذو الخويصرة» للنبى: «هذه قسمة لم يرد بها وجه الله»، أى طعن فى نية النبى، وحب المال بمثابة المحرك الذى جعله يرفع شعار العدل.
والآن، وأيام الثورات، نرى هذه الشعارات تتكرر، الإصلاح والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ورفع الظلم والعدل والمساواة والغيرة على الدين، على غير هدى النبى، وهنا نرى حكمة النبى حين استخدم الحزم فى وقت الحزم، فغضب النبى ورد عليه مباشرة، وقال له: «ويلك، من يعدل إذا لم أعدل؟!»، وفى رواية: «فمن يطع الله إن عصيته؟!، أيامننى على أهل الأرض ولا تأمنونى».
وهذا الرجل، وهذا من سوء أدبه، لم يستغفر ولا اعتذر للنبى، بل أدبر، ثم قال النبى: «يَخْرُجُ مِن ضِئْضِئِ هذا»، أى على مذهب هذا وأتباعه، قوم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، ولا يفقهون أو يسألون أهل العلم، بل يحاربون السنة وأهل العلم، ويتجرأون عليهم كما تجرأ على النبى، فهؤلاء ظاهرهم التديّن، عندهم قراءة قرآن، وصلاة، وعبادة وصيام، بينما يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان.
وكم رأينا من تفجيرات واغتيالات، ويمرقون من الإسلام كما يمرؤ السهم من الرمية، أى يحملون هذا الفكر إلى الممات، وقليل منهم من يعود.
وهذا التدين الظاهر ليس على هدى النبى، بل بصورة الغلو والتشدد، حتى عندما قتلوا عثمان بن عفان، وعلى بن أبى طالب «رضى الله عنهما» قتلوهما «تعبدًا لله» ويرون أنهم على حق، وهذا من اغترارهم بالعلم، وقال عنهم النبى: «هم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام»، أى عندهم جهل بقواعد الدين والشرع، وأيضًا جهل بالحقوق، لذا «ذو الخويصرة» جهل بحق النبى.
والصفة التى ذكرها النبى بأنهم «أحداث الأسنان» أى أكثرهم صغارًا، ورأينا أن من انضم لهذه الفرق الضالة، أهل التكفير والتفجير، أكثرهم صغارًا، أخذوهم بالعواطف، والتعجل وقصر النظر.
وأيضًا من صفاتهم فساد اعتقادهم بالصحابة، لذا رأينا من يطعن فى «معاوية»، رضى الله عنه، ويتحدث عن التوريث، مثلما قال سيد قطب، عندما طعن فى «معاوية» و«عمرو بن العاص» وقال عنهما: «فيهم نفاق وغش وخداع»، وكذلك من يطعن بالصحابيين «عثمان» و«على» حتى الآن، وقال مؤخرًا من قال: «إن أبا بكر الصديق مستبد»، جرأة على الصحابة كحكام قبل حكام وعلماء هذا العصر.
يستخدمان خطابًا عاطفيًا لخداع الناس.. يشوهان الخصوم.. و«أعداء الإسلام» يحركونهما من خلف ستار
علماء السُنة حين تحدثوا عن حقوق العلماء والأمراء تكلموا فى ضوء الكتاب والسُنة، بل فى أبواب الحديث باب «الصبر على جور الأئمة»، ويفسر هذا بأنه تطبيل للأئمة.
وقد أمر «أنس بن مالك»، رضى الله عنه، بالصبر على «الحجاج»، لكن من صفات الخوارج أيضًا تشويه العلماء، وتشويه كل من لم ينهج نهجهم.
والعلماء حين يأمرون الناس فى طاعة العلماء والأمراء، فهذا من الدين، ونستشهد بقول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الْأَمْرِ مِنكُمْ»، كما قال النبى أيضًا: «من أراد أن ينصح لذى سلطان فلا يبده علانية، ولكن يأخذ بيده فيخلو به، فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذى عليه»، وهذا الحديث يبين الأسلوب الشرعى فى النصح وإنكار المنكر. وهذه الأمور من علاقة الحاكم والمحكوم، وعلاقة الناس بالعلماء والأمراء، دائمًا ما ينبه عليها فى كتب العقائد، لسبب أن الانفلات فيها يورث الفتن، والانفلات فى الأمن، والاقتتال بين الناس.
أما عن متى يخرج هؤلاء؟، فوقت الفتن يكون مظلة خروج الخوارج، فلا شك أن ظهور الخوارج فى عهد عثمان بن عفان كان وراءه اليهودى عبدالله بن سبأ، وما فيهم صحابى أو أحد من أئمة السلف، لذا أعداء الإسلام يحركونهم من حيث لا يشعرون، ويستخدمونهم، فهى أضر فتنة على الإسلام أن يقع السيف بين المسلمين، أما إذا كان العداء خارجيًا زادت رقعة الإسلام، فالإسلام فى ازدياد منذ خرج، إلى أن وقع السيف بين المسلمين، وصارت الفتن داخلية بينهم.
وقد قال الله تعالى: «كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ»، لذا السلم فيه تنتشر الدعوة والتربية، ويعظم الإسلام أكثر من الفتن والحروب.
والخوارج أصناف، فقديمًا كانوا أهل عبادة، وكان «أبوداود» يقول: «ليس فى أهل الأهواء أصح حديثًا من الخوارج»، وما كانوا يكذبون، وكان بعض أهل الحديث يأخذون الأحاديث من الخوارج لأنهم لا يكذبون على النبى.
أما الآن، فللأسف صار الكذب والتقية شعارين فى حزبه، وهم أيضًا مستمرون إلى آخر الزمن حتى يخرجوا مع الدجال، كما قال النبى: «كلما ظهر منهم قرن قطعه الله»، وأحيانًا ينشطون ويكونون فى ذروة، وأحيانًا يختفون، وهناك أناس كثر يحملون فكر الخوارج، لكن لا يعتقدون فى أجندة الخوارج، أى يمكن للإنسان أن يقع فى صفة من صفات الخوارج، وتستخدم جماعات الإسلام السياسى الناس لكنها لا تستطيع أن تجعلهم جميعهم فى حزب الإخوان المسلمين، أو فى الأفكار الضالة، لكن يمكن أن تجعل الناس يتبنون هذا التيار، فى ظل وسائل التواصل الاجتماعى، وإظهار الشجاعة ضد القوانين والدول.
وأقول لا تغتر بالشعارات، وألزم أئمة المسلمين وجماعتهم ولا تغتر بهم، فالنبى قال عنهم: «يَحْقِرُ أحَدُكُم عمَلَه مِن عمَلِهِم»، فهم ظاهرهم التدين وحديثهم معسول، وأيضًا قال النبى: «إنَّ أخْوَفَ ما أخافُ عليكُم بعدى، كلُّ منافقٍ عليمُ اللِّسانِ»، لذا ألزموا طريقة أهل العلم، وهم للأسف يأخذون الناس بالعواطف، لذا من صفاتهم «ذليقة ألسنتهم بالقرآن» أى لديهم أسلوب جميل وعاطفى، ووعاظ وخطباء عظماء، يحسنون القيل ويسيئون الفعل.
وقد قال الله تعالى: «لا تكونوا مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ»، فنحن أمة واحدة، كالعائلة الواحدة فى بيت الإسلام، من خرج من هذا البيت وتسمى بأسماء هو الذى تفرق فى دينه، أما نحن فباقون على الإسلام، وقد قال الله تعالى أيضًا: «وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِى مِنَ الْمُسْلِمِينَ». ومن أهم صفات الخوارج أنهم يكفّرون الناس بالكبيرة والمعصية، فالمسلم العاقل عليه أن يبتعد عن هذه الجماعات والفتن، ونسأل الله أن يعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.



