حزب الجبهة يتصدر المشهد البرلماني في السويس

كتبت – غادة محفوظ
تشهد محافظة السويس تحولًا سياسيًا مهمًا بعد أن تمكن حزب الجبهة الوطنية من تثبيت حضوره بقوة خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ونجح أمين الحزب بالمحافظة أحمد غريب حسين في حصد المقعد الفردي بجدارة واستحقاق في واحدة من أصعب اللحظات السياسية التي تمر بها المحافظة. لقد خاض معركة انتخابية معقدة في توقيت بالغ الحساسية، حيث كانت الأجواء الانتخابية متقلبة، وثقة الناس في المشاركة السياسية متراجعة، ومع ذلك استطاع أن يفرض نفسه باعتباره نموذجًا لعمل حزبي منضبط يعرف طريقه جيدًا ويدرك احتياجات الشارع.
هذا الفوز لم يكن مجرد نتيجة لصندوق انتخابي، بل كان تعبيرًا عن رغبة حقيقية لدى المواطنين في رؤية وجوه سياسية جديدة تعمل بنَفَس مؤسسي وتقدّم خطابًا واقعيًا بعيدًا عن الشعارات. ومن قراءتي للمشهد السياسي أرى أن أحمد غريب سيكون الحصان الأسود في المرحلة البرلمانية القادمة، لما يمتلكه من قدرة واضحة على ممارسة العمل الحزبي بنظام فريد، ولقدرته على الإنصات لجميع الرؤى السياسية دون تعصب أو تهميش، فضلًا عن وجود مجموعة من المستشارين السياسيين الذين خاضوا العمل الحزبي والمحلي في فترات سابقة، مما يمنح قراراته ثباتًا وخبرة ورؤية.
كما يتميز الحزب في السويس بقدرته على احتواء الشباب والنخب معًا، وهو ما يخلق حالة توازن داخل المؤسسة الحزبية ويعطيها الحيوية المطلوبة لإنتاج خطاب سياسي جديد. هذه المرونة في التعامل مع مختلف الفئات تعكس فهمًا عميقًا للواقع السياسي داخل المحافظة، وتكشف عن رغبة حقيقية في بناء كوادر وليس مجرد خوض انتخابات.
ومن وجهة نظري التقييمية، فإن حزب الجبهة في السويس هو حزب وُلد كبيرًا وسيستمر كذلك، لأنه لا يتحرك بردود أفعال عابرة، بل يعمل وفق رؤية وخطة وأدوات منظمة. يمتلك الحزب آليات واضحة ومقومات راسخة تمنحه ثقة الشارع السويسي، وتؤهله ليكون أحد أهم صانعي التحول السياسي في المرحلة المقبلة. فالمشهد السياسي في السويس كان بحاجة إلى كيان قادر على إعادة ترتيب الأوراق وخلق مساحة جديدة للوعي السياسي، وهذا ما نجح الحزب في تقديمه منذ اللحظة الأولى.
إن فوز أحمد غريب ليس نهاية مرحلة، بل بداية مسار سياسي جديد داخل المحافظة. مسار يقوم على التنظيم والانضباط والانفتاح على الجميع، ويضع المشاركة الشعبية في قلب العملية السياسية. وحزب الجبهة بهذه الثقة التي حصل عليها يخطو بثبات نحو دور أكبر وأهم، دور يعيد للسياسة قيمتها وللناس ثقتهم في المؤسسات الحزبية.
باختصار، ما حدث في السويس ليس مجرد انتصار انتخابي، بل هو إعلان واضح عن ميلاد قوة سياسية جديدة قادرة على إعادة تشكيل المشهد، وترسيخ مبدأ أن التنظيم والرؤية هما الطريق الحقيقي لصناعة السياسة وليس الضجيج أو المصالح المؤقتة. وحزب الجبهة يبدو اليوم أقرب من أي وقت مضى إلى أن يكون عنوانًا لمرحلة سياسية مختلفة تعيد للمحافظة توازنها وللناس ثقتهم في إمكانية التغيير



