حين تموت الرحمة في قلب أم

بقلم ياسمين شفيق
جريمةٌ بشعة تعجز الكلمات عن وصف قسوتها طفلة صغير ،مازالت في ربيع عمرها، عادت من مدرستها تشكو لوالديها من زميلٍ اوقعها على السلم. شجار أطفال عادى أمر يحدث كل يوم في كل بيت، لكن اللى لايخطر ببال أى منا أنه قد ينتهي بمأساة.
اللى لا يتصوّره عقل، لا يقبله دين أو إنسانية أن تتحول أم هي المفترض رمز الحنيه إلى وحش مفترس يدهس طفلة بريئة تحت عجلات السيارة بدون ذره رحمة وبدون خوف من ربنا وبدون أي ذرة من معنى الأمومة. وقفت تراقب روح الصغيرة وهي تذهب الى خالقها وكأنها لا ترى أمامها ملاكً صغير يموت كان يمكن أن يكون في عمر ابنها .
واللي مش عادى واللي العقل مش قادر يستوعبه إن أم الولد ده تخرج من بيتها وتقرر إنها تاخد حق مش ليها، وتقتل طفلة بريئة بطريقة بشعة وهى دهس الطفله بعربيتها، ووقفت تبص عليها من بعيد وهي بتموت بدل ما تجري تنقذها، بدل ما تحن، بدل ما تحس إنها قدام روح زي روح ابنها! ده اللى فعلا عقلى كأنسانه اولا و كأم ثانياً مش قادر يستوعبه
إزاي أم تعمل كده؟ إزاي قلبها يسمح؟ فين الإنسانية؟ فين الرحمة؟ فين الأمومة اللي المفروض ربنا خلقنا عليها؟
إحنا بقينا نشوف جرائم كل يوم وبقينا نسمع عن عنف وبشاعة ماكناش نتصورها ابدا. ليه وصلنا لكده؟ ليه بقينا في مجتمع القسوه والغضب بقوا مسيطرين عليه بدل الرحمة والستر؟.
دى مش مجرد جريمة قتل دى جريمة سقوط مجتمع سقوط في القيم وفي الأخلاق والضمير. ازاى وصل بنا الحال لهذا المستوى وازاى أصبحت قلوب بعض الناس قاسيه إلى هذا الحد حتى أنها لا ترتجف أمام روح طفل؟
إن مجتمع يبدأ فيه العنف من أم تجاه طفلة، هو مجتمع اصبح يحتاج إلى وقفة حقيقية. فالقوانين لم تعد تردع أحد والأعدام لم يعد يخيف والنفوس أصبحت مريضة والقلوب أصبحت قاسيه جداً.
نحن اليوم أمام سؤال هام ومؤلم وهو
إلى أي مستقبل نمضى إذا ماتت الرحمة في قلوب البشر؟
إحنا فعلاً بقينا محتاجين رحمة من ربنا، محتاجين قلوب ترجع تلين، محتاجين مجتمع يصحى من الغفلة دي. لأن اللي حصل للطفلة دي مش بس جريمة ده إنذار إن في حاجة غلط قوي فينا وفي اللي وصلناله.
ورحمتك يارب علينا



