الملاك الصغير والمدرس المصارع!!!

يقدمها: محمد عبدالقدوس
أب يدخل مع إبنه إلى قسم حدائق القبة ، يطلب والد الفتى الصغير من رئيس وحدة التحقيقات الملازم أول “جلال سليم” القبض على أستاذ العربي بالمدرسة ..
ضابط الشرطة يعرف أسباب ذلك من على وجه الإبن قبل أن يسردها الأب ..
الولد مصاب بعدة كدمات في وجهه ..
هل هذا المدرس ملاكم أم مربي ؟؟
يكشف الوالد جسم إبنه الذي لا يتجاوز عشر سنوات ..
إن هناك علامات بارزة من أثر الضرب بالعصا !!
يتم استدعاء المدرس إلى قسم الشرطة ..
إنه ضخم وكأنه مصارع ..
يفاجئ الجميع بقوله: هذه هي السياسة الوحيدة التي تتفق مع الأطفال الكسالى ..
إن هذا الولد هو أغبى وأخيب طفل في الفصل وقد حذرته مراراً دون جدوى!
الأب يثور غضبا على الإهانات التي وجهها المدرس لطفله ..
الضابط يتخذ الإجراءات لإحالة المدرس إلى النيابة ..
المدرس قوته تنهار .. يرتعش ، يتوسل .. حرام عليكم مستقبلي هيضيع ..
لقد ذابت الضخامة وتحول المصارع إلى إنسان بسيط يستجدي دون فائدة ..
الأب يؤكد صائحا: لا يمكن .. “أنا هاعرف اوريك”.
فجأة يتدخل الملاك الصغير .. أقصد الطفل ، يطلب العفو عمن ظلمه ..
أبوه ينظر إليه متعجباً: لقد ضربك مراراً وأهانك.. فكيف تسامحه ؟
يجيب الإبن في براءة: إنه أستاذي .. ظن أن مصلحتي تأتي عن طريق الضرب والإهانة .. وربنا يسامحه!
وأخيراً يتنازل الأب عن البلاغ تحت إلحاح الإبن.
يقول ضابط الشرطة “جلال سليم” الذي أشرف على التحقيق في هذه الواقعة: لقد قابلت هذا المدرس بعد ذلك صدفة فأخبرني أن ما تعرض له قد أدى إلى تغيير نظرته في التدريس تماماً ، كان يظن أن الأستاذ هو الذي يخاف منه التلاميذ ، لكنه أكتشف أن المدرس الناجح هو الذي يكسب قلوب تلاميذه بالحب ..
سألته: وما أخبار التلميذ الصغير ؟
أجاب قائلا: لقد أصبح الآن من المتفوقين بعد أن ركز أستاذه جهوده معه ليرد له بعض الجميل فقد أنقذه من السجن.



