أمنية طارق سلامة تكتب :شعره كيرلي أبيضاني وحلو قصة الطفل يوسف عصفور الجنة في غزة

في مثل هذه الأيام قبل عامين استُشهد الطفل يوسف في خان يونس في بداية الحرب علي غزة هذه القصة الفلسطينية المُلهمة التي كانت في عمر الزهور.
شعره كيرلي و(أبيضاني وحلو ) بهذه الكلمات الرنانة التي زلزلت ورجت قلوب المصريين قبل الفلسطينين.
حيثُ إستقبل برنامج مصر تستطيع علي شاشة قناة Dmc جدة الشهيد يوسف محمد أبو موسي ذو السبع أعوام الشهير بمقولة والدته المكلومة شعره كيرلي و( أبيضاني وحلو ) وهيا تهرع بالبحث عنه بلوعة بين جنبات المستشفي والذي إستشهد إثر قصف علي منزل عائلة موسي في خان يونس.
الطفل يوسف كان جائعاً وطلب من أمهِ طعام فخرجت أمه تبحث عن بندورة ( طماطم ) عند الجيران لتعد له طاسة البندورة ولكن لما يسعفها القدر أن تُطعم صغيرها الجائع لأنها سمعت صوت مقذوف علي منزلها الذي يتواجد به صغيرها وما لبثت إلا وأن رأت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان تتصاعد من المنزل وتملأ أرجاء المكان في محيط منزلهم.
في حين كان الأب في موقع عمله في مستشفي خان يونس الذي كان يعمل طبيباً في المستشفي وكان في هذه الآونة يُمارس عمله داخل المستشفي .
ولكن القدر أدي إلي نقل الطفل الي نفس المستشفي التي يعمل بها الأب طبيباً، ليتفاجأ بقول الأطباء المتواجدين أنه تم قصف منزلاً في خان يونس ووصول طفل في عمر السبع سنوات اسمه يوسف إلي العناية المركزة بالمستشفي.
فأخذ الأب التائه الذي لم يكن يعلم أن هذا الطفل أنه ابنه يبحث عنه في جنبات المستشفي ليسعفهُ ويحاول إنقاذه من واجب عمله وهو يقاوم شعوره بالقلق ويُنازع احساسهُ ويقينهُ بالخوف علي فلذة كبده، وشكه بأن هذا الطفل قد يكون ابنه يوسف.
فأخذ يهرع في المكان إلي أن سمع صُراخ زوجته المكلومة وهي تستنجدهِ بنظراتٍ حائرة خائفة مذعورة تُخاطب قلبه وتستنطق روحه ليطمئنها علي ابنهما حتي ولو كذباً.
وأنه مازال حياً ولم يُفارق هذه الحياة التي لم ترحم ضعفهُ وصغره بحربٍ طاغية لم تكن في الحسبان ولم تخطر ببالِ أحد أن تحرم يوسف من أحلامهُ الصغيرة وأن يتبدل حال يوسف من طفل مُتفوق مُحب لبيتهِ ومنزلهِ وألعابهِ ومدرستهِ إلي طفل يقع شهيداً وضحية ويُصبح عصفوراً من عصافير الجنة .
ولكننا لانقف عند قصة الشهيد الطفل يوسف والتي تُمثل حكايات آلاف الشهداء من الأطفال فحسب ،بل نقف عند المواقف الإنسانية واللافتات الجميلة التي جسدها الإعلامي أحمد فايق في برنامجه (مصر تستطيع) .
فقد إستوقفني عرض برنامجه مصر تستطيع لقصة الطفل الشهيد يوسف عُقب استشهاده واستضافتهُ لجدته المتواجدة في مصر والتي رثت يوسف بكلمات حارة حزينة والتي جعلتها تبكي عندما تذكرت أنه كان من عادتهِ الاستيقاظ معها مُبكراً و أنه كان يأكل الرُطب(البلح) قائلةً دامعة : يوسف بيحب الرُطب وبيحب يسمع سورة يوسف كل صباح .
كما إستوقفتني و استوقف الجمهور طلة المحاور أحمد فايق ودموعه التي في عينيه والحرقة التي في صدره .
و طريقته في الأسئلة المرتبة عن الطفل يوسف دون أن يُثقل بالعبء في أسئلته علي قلبِ جَدَّتِهِ المكلومة.
واستوقف الجمهور الطريقة اللافته للمصري الفاخر أحمد فايق ولحوارهِ المثمر والإيجابي مع جدة الشهيد وتصويره وتجسيده للمشهد بأبلغ الأثر وأجل صورة .
كما إستوقفني إحترامه وتقديره لجدة يوسف وإيمانه بكلامها وإيمانها الشديد بمشروع الشهيد قائلة ومكررة يوسف حفيدي (مشروع شهيد) وكلنا في فلسطين( مشاريع شهادة) .
مستكملةً حديثها قائلةً: ونشكر أبونا الغالي ورئيسنا السيسي للوقوف الدائم بجانب الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية قائلةً شعب مصر كله واقف جنب فلسطين.
مما دعا الإعلامي أحمد فايق للقيام والوقوف ليقبل رأسها مراراً وتكراراً .
ماهذا المنتج المصري الفاخر ! وماهذا البرنامج المصري الفاخر الصنع (مصر تستطيع)! وماهذا الصحفي الفاخر والمتميز الذي يضرب مثلا للإنسانية والمهنية الصحفية .
ويحفظ ميثاق الشرف المهني والإعلامي بكل حياد ومصداقية ليعرض للعالم بأسره قصة مشروع شهيد لم يتجاوز عمره السبع سنوات ليُجسد من خلاله جزءاً من معاناة الشعب الفلسطيني بأكمله أنه مشروع شهاده .
وليتصدر برنامجه المتميز دائما مصر تستطيع قمة التميز والرقي والإبداع في رسم و عرض الحقيقة وعرض الوعي وعرض ونقل الواقع للجمهور وعرض أُطر النجاح والتميز والإنجازات في برنامجه العظيم .
تحية من قلب صادق لايعرف إلا الإنسانية الرحيمة إلي قلب صادق لايسعي إلا للتميز والنجاح وصناعة المحتوي الإعلامي الفاخر .
رحم الله الطفل يوسف شهيد من شهداء غزة وعصفور من عصافير الجنة ورحم الله مايُقرب من مئة ألف شهيد ضحايا الحرب الغاشمة علي غزة والتي دامت لأكثر من عامين .




