مصر تعزز مكانتها الصناعية بمشروع في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس

شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، توقيع عقد إنشاء مجمع متكامل للصناعات الكيميائية الفوسفاتية بمدينة “سخنة 360″، ضمن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بين شركة السويدي للتنمية الصناعية وشركة CJN الصينية الرائدة عالميًا في الصناعات الفوسفاتية.

ويأتي هذا المشروع العملاق ضمن توجهات الدولة لتعزيز التوسع الصناعي واستقطاب الاستثمارات العالمية، ويدعم خطة مصر لبناء قاعدة صناعية قوية تعتمد على التكنولوجيا الحديثة وتخدم الأسواق الإقليمية والدولية.

وقال رئيس الوزراء إن المشروع يمثل إنجازًا جديدًا لسجل نجاحات المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في جذب مشروعات صناعية ضخمة، ويعكس التزام الدولة ببناء قاعدة صناعية تعزز القدرات الإنتاجية المحلية وتدعم الصادرات الوطنية، مستفيدين من الإمكانات اللوجستية المتميزة التي شهدت تطورًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة.

تفاصيل المشروع ومراحله الاستثمارية

يقام المشروع على مساحة 905 آلاف متر مربع، وينفذ على ثلاث مراحل متتالية بإجمالي استثمارات تصل إلى نحو مليار دولار، ويهدف المجمع إلى توفير نحو 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، مع تخصيص الجزء الأكبر من الإنتاج للتصدير إلى أسواق جنوب آسيا، الشرق الأوسط، أفريقيا، وأمريكا الجنوبية.

تبدأ المرحلة الأولى في 2026، على أن يبدأ التشغيل التجاري في 2028، وتتركز على إنتاج حمض الفوسفوريك وسمادَي DAP وTSP بطاقة 300 ألف طن سنويًا لكل منهما، لتعظيم القيمة المضافة للخام المصري، أما المرحلة الثانية، فتبدأ في 2029 مع التشغيل المتوقع في 2031، وتركز على إنتاج الكيماويات الفوسفاتية المتخصصة عالية النقاء مثل حمض الفوسفوريك المنقّى (PPA) وفوسفات ثنائي الهيدروجين البوتاسيوم، وهي منتجات تُطرح لأول مرة في الشرق الأوسط.

وتشمل المرحلة الثالثة، التي تنطلق في 2032 مع تشغيلها في 2034، صناعات مواد البطاريات الكهربائية الجديدة مثل فوسفات الحديد الليثيوم وفوسفات ثنائي الهيدروجين الليثيوم، مما يعزز موقع مصر كمركز إقليمي لإنتاج مواد البطاريات.

ثقة المستثمرين العالميين في البيئة الاستثمارية المصرية

أوضح السيد وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، أن المشروع يعكس ثقة الشركاء العالميين في البيئة الاستثمارية الداعمة التي توفرها الدولة، والبنية التحتية المتطورة بمنطقة السخنة، والتي تعتبر منصة صناعية ولوجستية متكاملة قادرة على خدمة الأسواق الإقليمية والعالمية، وأضاف أن تكامل المنطقة الصناعية مع ميناء السخنة يضمن سهولة حركة التصدير ويعزز قدرة المجمعات الصناعية على النفاذ السريع للأسواق.

ومن جانبه، أكد المهندس محمد القمّاح، الرئيس التنفيذي لشركة السويدي للتنمية الصناعية، أن المشروع يمثل نقلة نوعية في الصناعات المتخصصة داخل “سخنة 360″، ليس فقط بحجمه الاستثماري، بل أيضًا بنوعية التكنولوجيا الداعمة لصناعات المستقبل، وعلى رأسها مواد البطاريات والطاقات الجديدة، وهو ما يعكس ثقة المستثمرين العالميين في قدرة مصر على التحول إلى مركز صناعي إقليمي.

كما أكد هوانج تشيوهان، الرئيس التنفيذي لشركة CJN مصر، أن اختيار مصر جاء نتيجة تفوقها اللوجستي وامتلاكها احتياطيات ضخمة من خام الفوسفات، مشيرًا إلى أن المشروع سيكون أكبر توسع خارجي في تاريخ الشركة، ويعزز دور مصر في سلاسل التوريد العالمية بتكلفة تنافسية.

مركز بحث وتطوير لدعم الابتكار الصناعي

يشمل المشروع إنشاء مركز بحث وتطوير متخصص لتعزيز البحث العلمي في تقنيات الصناعات الكيميائية المعتمدة على الفوسفات، على أن يتم إطلاق المركز مع المرحلة الأولى لضمان توطين الصناعة داخل السوق المصرية وتعزيز الابتكار والإنتاج المحلي عالي القيمة.