المحتوى السريع… كيف يعيد تشكيل وعي الشباب ويغير طريقة تفكيرهم؟

بقلم بسنت لبيب
لم يعد المحتوى السريع مجرد وسيلة للترفيه، بل أصبح قوة خفية تُعيد تشكيل وعي جيل كامل. فمع الانتشار الهائل لفيديوهات “تيك توك” و“إنستجرام ريلز” و“يوتيوب شورتس”، بات الشباب يتعرضون لآلاف المقاطع المختصرة يوميًا، وهو ما جعل هذا النوع من المحتوى المؤثر الأكبر في سلوكهم وثقافتهم وطريقة تفكيرهم.
يعتمد المحتوى السريع على الإبهار البصري والجرعات المتلاحقة من المعلومات المختصرة، مما يولد شعورًا فوريًا بالمتعة، لكنه في المقابل يرسّخ ثقافة الاستهلاك العابر ويضعف مهارات التركيز والتحليل العميق. ومع الوقت، يصبح العقل معتادًا على المعلومة القصيرة، غير قادر على متابعة محتوى أطول أو قراءة مادة تحليلية بتركيز كامل
ورغم ذلك، فإن المشكلة ليست في “الفيديو القصير” نفسه، بل في طريقة استخدامه. فالمحتوى السريع قد يكون أداة مهمة في نشر المعرفة والتوعية إذا استُخدم بوعي، وضمن سياق متوازن لا يُقصي المحتوى الجاد.
إن حماية وعي الشباب اليوم لا تحتاج إلى منع التكنولوجيا، بل إلى تربية إعلامية تساعدهم على التمييز بين الترفيه والمعرفة، وبين المحتوى العابر والمحتوى الذي يبني فكرًا. فالتكنولوجيا ليست خطرًا..
الخطر الحقيقي هو أن نترك أبناءنا يواجهون هذا العالم وحدهم دون وعي أو توجيه



