“بلغو عنى ولو آيه ” تفسير ميثاق بنى اسرائيل الجزء السادس

كتبت سوزان مرمر

ننشر اليوم الجزء السادس من ميثاق العهد البند الخامس من الميثاق اقيمو الصلاة

قال تعالى “وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ (83) البقرة ”

الصلاة لغةً هي الدعاء، وهو المعنى الأصلي للكلمة في اللغة العربية.

سميت الصلاة الشرعية بهذا الاسم لاشتمالها على الدعاء، وهو قول الجمهور من أهل اللغة والتحقيق.

الدعاء: هذا هو المعنى الأساسي، وتستشهد له الآيات والأحاديث.

مثال من القرآن: قول الله تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ} (التوبة: 103)، ومعناها “ادعُ لهم”.

مثال من الحديث: قول النبي صلى الله عليه وسلم: “فإن كان صائمًا فليصلِّ”، أي فليدعُ لصاحب الطعام.

الثناء: عندما تكون الصلاة من الله تعالى، فإنها تعني الثناء الحسن والمدح.

العبادة: تستخدم الصلاة أيضًا بمعنى العبادة والدين بشكل عام.

معنى “أقيموا الصلاة” في اللغة هو أدوها كاملة وصحيحة وفي وقتها المخصص، محافظة على أركانها وواجباتها وسننها، وأن تكون دائمة ومستمرة وليست مجرد أداء سطحي. الفعل “أقام” يحمل معنى الإنشاء والقيام بشيء على نحو ثابت ومستقيم.

تفسير الطبرى فى القول في تأويل قوله تعالى : وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ

قال أبو جعفر: يعني بقوله: (وأقيموا الصلاة)، أدوها بحقوقها الواجبة عليكم فيها * كما:-

1458 – حدثنا أبو كريب قال، حدثنا عثمان بن سعيد, عن بشر بن عمارة, عن أبي روق, عن الضحاك, عن ابن مسعود قال: (وأقيموا الصلاة)، هذه و ” إقامة الصلاة ” تمام الركوع والسجود والتلاوة والخشوع، والإقبال عليها فيها. (70)

ويأتى نفس هذا المعنى فى وصايا لقمان الحكيم

قال تعالى

يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17)

فى رواية ابن كثير يقول  : ( يا بني أقم الصلاة ) أي : بحدودها وفروضها وأوقاتها ، ( وأمر بالمعروف وانه عن المنكر ) أي : بحسب طاقتك وجهدك ، ( واصبر على ما أصابك ) ، علم أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر ، لا بد أن يناله من الناس أذى ، فأمره بالصبر .

وقوله : ( إن ذلك من عزم الأمور ) أي : إن الصبر على أذى الناس لمن عزم الأمور .

وفى محاجاه عيسى عليه السلام وهو رضيع عن امه جاءت نفس الوصايا اقامة الصلاة

قال تعالى  وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) مريم

وتفسير هذه الاية فى ابن كثير وقوله : ( وجعلني مباركا أين ما كنت ) قال مجاهد ، وعمرو بن قيس ، والثوري : وجعلني معلما للخير . وفي رواية عن مجاهد : نفاعا .

وقال ابن جرير : حدثني سليمان بن عبد الجبار ، حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس المخزومي ، سمعت وهيب بن الورد مولى بني مخزوم قال : لقي عالم عالما هو فوقه في العلم ، فقال له : يرحمك الله ، ما الذي أعلن من عملي ؟ قال : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر; فإنه دين الله الذي بعث به أنبياءه إلى عباده ، وقد أجمع الفقهاء على قول الله : (وجعلني مباركا أين ما كنت ) ، وقيل : ما بركته ؟ قال : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، أينما كان .

وقوله : ( وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ) كقوله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم : ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) [ الحجر : 99 ] .

وقال عبد الرحمن بن القاسم ، عن مالك بن أنس في قوله : ( وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ) قال : أخبره بما هو كائن من أمره إلى أن يموت ، ما أثبتها لأهل القدر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى