عجائب عبد القدوس.. لقطة حلوة لم تحدث في أفتتاح المتحف الكبير

كتب محمد عبد القدوس

أيام عدة مضت على أفتتاح المتحف المصري الكبير ، وما زال ينقص الإفتتاح أمر مهم لم يحدث حتى هذه اللحظة.

وأظنك أعتبرت كلامي هذا يدخل في دنيا العجائب ، ولذلك أشرح لك ما أعنيه قائلاً: إن الإفتتاح وما صاحبه من مراسم ولقطات ناجحاً بكل المقاييس .. لكن مواقع التواصل الإجتماعي أمتلئت بملاحظات عدة لو أخذ بمعظمها لرفع الإفتتاح وما صاحبه إلى درجة الإمتياز .. ولا مجال هنا لذكرها .. لأنني عندي ملاحظة لم أقرأها أبدا في أي موقع أقصد لقطة حلوة غابت عن حفل أفتتاح المتحف الكبير وأظنك ستوافقني عليها وتتمثل في تكريم هؤلاء الذين كانوا وراء هذا العمل الكبير في نفس الحفل !

ويا سلام لو كان قد تم تكريم “فاروق حسني” وزير الثقافة السابق وصاحب فكرة هذا المشروع بعد أن ألقى كلمة رائعة .. وقام رئيس الدولة بعدها مباشرة بإعطاءه وسام النيل أعلى أوسمة الدولة ، ثم قام أمام الضيوف الأجانب بتكريم كل من شارك في إقامة المتحف الكبير أو ساهم في الحفل الناجح بالإضافة إلى بعض علماء الآثار المصريين أصحاب الشهرة العالمية وعلى رأسهم الدكتور “زاهي حواس” ..

وفي يقيني أنه لو كان قد تم هذا التكريم خلال الحفل لأضفى عليه مزيداً من الطابع المصري الأصيل ، لأنني لاحظت مع غيري أن حفل الإفتتاح بدا وكأنه موجه إلى الخارج أكثر من الداخل .. وتمثل ذلك في الموسيقى السمفونية ونجوم الأوبرا الذين لا يعرفهم إلا النخبة في بلادنا.

ويدخل في دنيا العجائب أنه رغم مرور أسابيع على تلك الليلة التاريخية ، فلم يتم حتى هذه اللحظة التكريم الذي أشرت إليه ولم يستقبلهم أحد من قيادات الدولة في حفل خاص .. والفنان “فاروق حسني” صاحب الإنجازات الكبيرة لا ينتظر تكريم من أحد ، وقد قال: يكفيني أنني عشت اليوم الذي أرى فيه الحلم وقد تحول إلى واقع ..

ومع ذلك بلدنا يجب أن تكون سباقة في تكريم أبناءها في كل عمل متميز يقومون به.

ومن حقك أن تختلف مع “فاروق حسني” مليون مرة ، لكن من المؤكد أن إنجازاته في وزارة الثقافة كانت ضخمة.

وأخيراً حاولت أن أختم مقالي بالكلام سالف الذكر ، لكن ضميري رفض وأصر على الرد على الضجة التي ثارت حول مشروعية الإحتفال بالفراعنة من الناحية الدينية ، خاصة بعدما فوجئت بفتوى سابقة مش حلوة من مفتي السعودية الحالي ..

وفي يقيني أنه لا يعبر بها عن رأي هذا البلد الشقيق ..

وممكن تقول: “اللي فات مات” وقد صدرت قبل انفتاح السعودية على الدنيا في عهد الملك الحالي وولي عهده ..

والمؤكد أن علينا كمصريين أن نفتخر بتاريخ بلدنا .. وهو مشكل من عدة حضارات في طليعتها الحضارة المصرية القديمة وأنا أفتخر بأجدادي المصريين القدامى .. وفرعون الذي يمثل نموذج للظلم وذكره القرآن مرات عدة إنما هو حاكم واحد فقط .. وهذا ما أكده كتاب الله ذاته .. فليس هناك أي كلام عن فراعنة آخرين !!

وفي كل عهد تجد الصالح والطالح .. وهذا التطرف الديني مرفوض ، ويقابله التطرف الآخر الذي يريد من خلال الإحتفال بأجدادنا الفراعنة قطع كل علاقة لبلدنا بالعروبة والإسلام .. “إحنا فراعنة وبس” !!..

وهذا تشدد آخر يدخل في دنيا العجائب مثل التطرف الذي يرفض أن نفتخر بأجدادنا الفراعنة !!

والغلو له أشكال وألوان وبلدنا بلد العجائب !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى