السفير دياب اللوح يسلط الضوء على جرائم الاحتلال في القطاع الزراعي الفلسطيني

علاء حمدي
سلط سفير دولة فلسطين بمصر دياب اللوح الضوء على الإشكالات التي يواجهها القطاع الزراعي في فلسطين وسبل استنهاضه، في ظل تعرضه لأبشع عملية تدمير ممنهجة جراء ما تقوم به إسرائيل القوة القائمة بالإحتلال من ممارسات عنصرية وغير قانونية، من مصادرة الأراضي الزراعية، وحرمان المزارعين والفلاحين والرعاة الفلسطينيين من زراعة وفلاحة أراضيهم، وكذلك حرمانهم من الاستفادة من مواردها الطبيعية والمصادر المائية، وسرقة مواشيهم ومنعهم من رعيها في أراضيهم تحت التهديد بسلاح المستوطنين وبحماية علنية من قوات الجيش الإسرائيلي.
وثمن السفير دياب اللوح دور اتحاد المزارعين الفلسطينيين واتحاد الفلاحين، والمزارعين والفلاحين أنفسهم الذين يكابدون هذه المعاناة اليومية والممارسات العنصرية الإسرائيلية، والتي يترتب عليها الحاق ضررٍ بالغٍ بأهم قطاع من القطاعات المنتجة في الاقتصاد الوطني الفلسطيني، ومنع التصدير وإغراق الأسواق الفلسطينية بالمنتجات الإسرائيلية؛ مثمنا جهود الإتحادات الفلسطينية وحرصهم على العمل بشكلٍ حثيث وفي إطار خطة وطنية علمية شمولية لتعزيز دور المرأة الفلسطينية في مؤسسات دولة فلسطين سواء في القطاع الزراعي والإقتصادي والتشريعي والتنفيذي والقضائي والشرعي والإعلامي، من منطلق الإيمان الراسخ والمُطلق بأهمية وحيوية دور المرأة الفلسطينية في عملية البناء الوطني الشامل، باعتبارها شريك تاريخي مع الرجل، وتعمل معه جنباً إلى جنب وكتفاً بكتف، ايمانا بدورها المتميز في النهوض بالقطاع الزراعي والمنتجات الزراعية، باعتباره الرافد الأكبر للاقتصاد الوطني الفلسطيني.
جاء ذلك في سياق كلمته التي ألقاها في المؤتمر الإقليمي السنوي الأول حول “النساء في الزراعة في مواجهة التغير المناخي”؛ والذي ينعقد على مدى ثلاثة أيام وينظمه المرصد المتوسطي لتغير المناخ من خلال مبادرة إقليمية مبتكرة شاركت بها دولة فلسطين من خلال اتحاد المزارعين الفلسطينيين (PFU)ومجموعة العمل المناخي – فلسطين (CAN Palestine)، والتي تضمنت مشاركة جمعية كتالونيا من أجل السلام (ACP)، ومؤسسة التضامن التابعة لجامعة برشلونة (FSUB)، وجامعة فلسطين التقنية – خضوري (PTUK)، في لقاء يهدف إلى تسليط الضوء على تطبيق استراتيجيات منهجية لإنصاف المرأة في عملية البناء المجتمعي، وتعزيز الحلول الإبداعية والمستدامة لبناء مجتمعات أكثر عطاءً وانصافاً لكافة الفئات المجتمعية وخاصة المرأة والشباب والفلاحين والعمال، وتوفير مناخ وبيئة نظيفة؛ لزيادة الإنتاج وتحسين جودة المنتجات.
وأوضح السفير دياب اللوح أن دولة فلسطين تصب جل جهدها في الفترة الراهنة على ضمان استدامة وقف الحرب على شعبنا في قطاع غزة والبدء في إعادة إعماره باعتباره جزءٌ لا يتجزأ من النظام السياسي الفلسطيني، وبناء السلام العادل الشامل على أساس تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وتمكين الشعب الفلسطيني من بناء اقتصاده الوطني وتحقيق التنمية السلمية المستدامة، والحصول على حقوقه الوطنية المشروعة، في الحرية والعودة والإستقلال الوطني وتقرير المصير، والخلاص من الإحتلال الإسرائيلي بكافة أشكاله العسكرية والاستيطانية، وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة الوطنية الكاملة في خطوط عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، دولة متصلة جغرافياً وقابلة للحياة، تعيش بأمن وسلام ، وليس على حساب دولة أخرى أو داخل أي دولة أخرى، مؤكدا أن دولة فلسطين منفتحة على كافة المبادرات السياسية من أجل الوصول لهذه الغاية السامية، والعيش بحرية وكرامة وأمن وسلام على أساس المرجعيات الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام والمبادرة العربية للسلام.
ودعا السفير دياب اللوح في ختام كلمته إلى ضرورة التدخل الدولي الفاعل وتكاتف الجهود للحد من كافة الممارسات العنصرية وغير القانونية والعمل على إنقاذ القطاع الزراعي الفلسطيني من خطر هذه الممارسات، وحمايته من التدمير، وتوفير حماية دولية قانونية للمزارعين والفلاحين الذين يتعرضون لإعتداءات المستوطنين وقوات الجيش الإسرائيلي صباحاً ومساءً، الذين يعانون يوميا من حرق منازلهم وسياراتهم وأشجارهم التي بعضٌ منها عمرها الزمني أكبر من عمر دولة إسرائيل، مقدما الشكر لكافة المنصات والهيئات والاتحادات التي تحرص على تسليط الضوء على الإشكاليات التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين في كافة مناحي حياتهم ، معربا عن تقدير دولة فلسطين لجمهورية مصر العربية الشقيقة وجهودها التاريخية والمحورية في القضية الفلسطينية من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، والشكر الموصول لكافة الدول العربية والإسلامية والصديقة في العالم، سيما التحول التاريخي الكبير في العالم والمجتمع الدولي ومنظماته الدولية لإنصاف شعبنا الفلسطيني لنيل حريته وإقامة دولته المستقلة وبناء نظامه السياسي الواحد، تحت عنوان سلطة واحدة وقانون واحد وسلاح واحد.



