عجائب عبد القدوس.. مفاجأة حلوة من القدر بعدما ضحت بالحلم الأمريكاني!! 

يقدمه: محمد عبدالقدوس

قبل أسابيع قليلة صدر كتاب حلو قوي عن الكاتب الراحل الكبير “صلاح منتصر” رحمه الله بقلم شريكة عمره سيدتي “منى سعيد الطويل” وأعده للنشر صديقي العزيز “محمد السيد صالح” ..

والكتاب وضعته شريكة العمر بصدق وحب وشفافية ، ولذلك لقي نجاحاً كبيراً ..

لكنني أتوقف معك عما وراء هذا الكتاب ، وفيه قصة عجيبة جداً تدخل في دنيا العجائب .. وتؤكد لك ان ربنا له دور كبير جداً في تسيير شئون الكون ..

ومن فضلك أصبر معي قليلاً وأقرأ المقال حتى نهايته لتعرف المفاجأة الحلوة التي أعدها القدر لسيدتي “منى الطويل” ..

التي أصرت أن تترك أمريكا التي كانت تعيش فيها .. مع أنها كانت قد وصلت إلى أعتاب تحقيق حلم عظيم لها وهو العمل في الطاقة النووية ، وهو مجال لم يعمل فيه أبدا أي مصري أو عربي ببلاد العمل سام وتركت كل ذلك لأن مصر وحشتها ، ومش عايزة تعيش في بلاد الغربة !!

ويعني هذا الكلام أنه لم يكن هناك سبب جدي يدفعها إلى العودة لبلادنا سوى حبها لأرض الوطن .. وبعد يومين أثنين فقط من عودتها قدم لها القدر مفاجأة حلوة قوي غيرت مجرى حياتها كلها.

 

وقبل أن أشرح لك: وما الذي دفعها إلى السفر لأمريكا مادامت تحب مصر كل هذا الحب أسمح لي أولا تقديم لمحة سريعة عن أسرتها .. فهي تنتمي إلى أسرة عريقة في التجارة والصناعة منذ بدايات القرن العشرين الماضي ويمكن قبله كمان .. ووالدها “سعيد الطويل” رئيس جمعية رجال الأعمال لسنوات طوال رحمه الله .. وأنا شخصياً كنت أعرفه جيداً وأجريت معه حواراً نشر في إحدى المجلات الإجتماعية أيام الزمن الجميل قبل أن تختفي مع كل المجلات التي اختفت ، والصحافة الورقية كلها حالياً في تراجع مستمر وعلى كف عفريت ، وقد أنجب المرحوم “سعيد” بنتين زي الفل .. “منى الطويل” و”عنايات الطويل” التي يعرفها الجميع باسم “نيني” وكلاهما أخذ مجال مختلف تماماً عن والدهما .. فالأولى عاشقة للطبيعة والفيزياء والذرة و”اينشتاين” !!

والثانية خريجة هندسة كيميائية متعددة المواهب مثل أختها فلها خبرة واسعة في الديكور وكذلك الحلويات حيث أنها تزوجت من رجل أعمال شهير هو الصديق “صلاح دياب” الذي يملك أشهر محل يعمل في هذا المجال .. وزادت شهرة صديقي هذا بعد إصداره جريدة المصري اليوم التي كانت نقطة تحول في الصحافة المصرية.

 

وأعود إلى صاحبة الحكاية الغريبة “منى الطويل” .. فهي دوماً متفوقة من صغرها وتخرجت من كلية العلوم بجامعة عين شمس بامتياز قسم طبيعة .. وبعد تخرجها أعطاها القدر زوج عشرة على عشرة وهو المرحوم الدكتور “سمير نصار” وأنجبت منه ولدين زي الفل أجمل ما في حياتها .. ومنذ سنوات قليلة أصبحت جدة كمان .. حفيدتين زي الورد.

 

وبعد زواجها سافرت مع عريسها إلى أمريكا لإعداد رسالة الماجستير في جامعة “دنفر” بولاية كولورادو ، والزوج مجال تخصصه في الزراعة فهو متفوق مثلها .. وصدق من قال الطيور على أشكالها تقع ..

وبعد حصولها على الماجستير في علم الفيزياء انتقلت الأسرة إلى كاليفورنيا وعرفت طعم الأمومة وكانت قد قررت مواصلة دراستها العليا .. لكنها فوجئت بما لم يخطر على بالها أبدا .. الزوج المثالي أصابه فشل كلوي وتحسنت صحته قليلا بعد عملية نقل كلى .. وعادت من جديد إلى دراستها وحصلت على شهادة تؤهلها لتدريس الفيزياء بالمدارس الأمريكية .. لكن فجأة تدهورت صحة الحبيب من جديد وانتقل إلى رحمة الله ..

وأظلمت الدنيا في وجهها .. وكانت أيام سوداء عليها .. لكنها لم تستسلم ، وأنغمست في التدريس لتنسى البلوى التي حلت بها وعملت في مدرسة ثانوية منذ عام ١٩٨٨ ولمدة أربع سنوات .. وحصلت خلال هذه الفترة على منحة للتدريب داخل مفاعل نووي بجامعة ستانفورد الأمريكية الشهيرة وتحقق حلم من أحلامها بالتدريب هناك .. وبدا أنها وضعت أقدامها على أعتاب العمل في مجال الذرة .. وكانت سعادتها كبيرة بنجاحها .

 

وفي يوم من صيف ١٩٩٢ شعرت بحنين جارف إلى مصر .. نعم أنا ناجحة ، لكنني أعيش وحيدة وفي غربة عن بلادي .. وحاولت طرد هذا الشعور دون جدوى .. وفجأة استجابت لإلحاح ضميرها بالعودة وعادت إلى بلادنا .. وسط دهشة الجميع .. الأمريكان الذين تعجبوا جداً جداً من قرارها .. وأسرتها التي ظنت أنها قادمة في أجازة ، وفوجئت شقيقتها وحبيبتها “نيني” بقرارها الإستقرار في مصر.

 

وبعد يومين بالضبط من العودة المفاجأة .. دعتها توأم روحها “نيني” إلى سهرة لطيفة تضم زوجها رجل الأعمال الشهير وشقيقته .. وصحفي بارز اسمه “صلاح منتصر” ..وكانت البداية نظرة ولقاء وحب وزواج استمر ثلاثون عاما ..

يا سلام على ربنا .. مفاجأة حلوة قوي من القدر مكافأة لها على هذه العودة التي لم تتوقعها .. وتعويض عن المصيبة التي حلت بها بفقدان زوجها الأول .. والزوج الثاني زيه بالضبط .. مثالي ويستحق عشرة على عشرة في علاقته الزوجية وأصبح بمثابة أب لولديها وحبيب أحفادها ، وصدق القرآن الكريم: “إن مع العسر يسرا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى