استراتيجيات تعزيز وتفعيل الدور السياسي للمرأة

بقلم منال كامل
لتحقيق مشاركة سياسية عادلة ومستدامة، يجب تبني استراتيجيات شاملة وموجهة.
يأتي في مقدمتها تفعيل وتثبيت نظام الكوتا (الحصص) كإجراء مؤقت وضروري لزيادة تمثيل المرأة بشكل سريع في الهيئات التشريعية المنتخبة، مع العمل على أن يكون هذا النظام جسراً نحو التنافس الكامل وليس هدفاً نهائياً.
يجب على الدول أيضاً الاستثمار المكثف في بناء القدرات السياسية للمرأة، من خلال توفير برامج تدريب متخصصة في مجالات القيادة، وإدارة الحملات الانتخابية، والتشريع، والخطاب العام، بهدف رفع كفاءتها وقدرتها التنافسية.
على المستوى القانوني، من الضروري إجراء إصلاحات تشريعية تضمن عدم وجود أي تمييز مباشر أو غير مباشر ضد المرأة، وتُلزم الأحزاب السياسية بدمج منظور النوع الاجتماعي في ميزانياتها وقراراتها وهياكلها الداخلية.
كما يجب العمل على تغيير الثقافة المجتمعية من خلال الإعلام والمؤسسات التعليمية لتعزيز صورة المرأة كقائدة وشريك كامل في عملية البناء الوطني، وتوعية المجتمع بأهمية دورها السياسي.
إن الشراكة الفعالة بين الحكومة والمجتمع المدني والمنظمات النسائية المحلية هي الأساس لضمان أن تكون جهود التمكين مستدامة وتصل إلى جميع النساء، خاصة في المناطق الأقل حظاً.
إن إقصاء المرأة عن الحياة السياسية هو إفقار للمجتمع، ودمجها وتمكينها هو استثمار وطني في الاستقرار والعدالة ومستقبل الديمقراطية.


