مسلسل لن أعيش في جلباب أبي الأسطورة الفنية الخالدة

كتبت :أمنية طارق سلامة
الدراما المصرية الخالدة هي اروع محاكاة فنية تترسخ في الوجدان وتؤثر في العقل الجمعي للجمهور وتترك أثراً وبصمة في الوجدان والذوق العام .
ومن أمثلة ما قدمته الدراما المصرية ببراعةٍ واقتدارٍ المسلسل الإجتماعي لن أعيش في جلباب أبي ،ذلك العمل الأسطوري بكافة المقاييس الذي لن يتكرر والذي يجسد شخصية بسيطة مكافحة تبحث عن الرزق والعمل بعد ان تخلت الدنيا عنه وضاقت الدنيا وسُبُل العيش عليه بوفاة والدهِ الذي كان يدلله وبعدها يجد نفسهُ وحيداً يبحث عن مصدر رزق .
فيعثر عليه الشيخ حنفي العنبري ويساندهُ ويقف الي جوارهِ ويرسله للعمل في وكالة البلح عند تاجراً من أكبر تُجار الوكالة هو الحاج ابراهيم سردينة لتبدأ رحلة العمل والتعلم والكفاح وانتقال الخبرة من التاجر الكبير الي المعلم الصغير عبد الغفور البرعي الذي كان بارعاً في الفهم والفطنة وكان صبياً نجيباً مُحباً لنصائح الحاج ابراهيم سردينة .
ويلقي مايلاقيه من الحاقدين أمثال الريس مرسي الذي يغار منه ويكيد له المكائد ليوقع بينهُ وبين المعلم ابراهيم سردينه إلي أن يظهر الحق وينصره ابراهيم سردينة ويقف الي جوارهِ بكل ماؤتي من قوة .
ولم يكن هناك فناناً أعظم من نور الشريف الذي يجسد تلك الشخصية الفنية الراقية المتكاملة بكافة المقاييس ببراعةٍ واقتدار والذي يرقي فَنهُ الي تدريس فن التمثيل في المعاهد الكُبري .
فالفنان الكبير الخالد نور الشريف ذاكرة فنية خالدة لاتُنسي كان استثنائياً في كل شئ وصاحب نجومية فريدة ولامعة بحسهِ المُرهف وحبه للعمل وايمانهُ بروحِ الفريق .
فذلك النجم الكبير صاحب نجومية لن تُعوض وإنسانية لن تتكرر ، ألهم الإنسانية والوجدانية فناً راقياً يغذي الروح والعقل، و ساهم في تشكيل الوعي والعقل الجمعي للجمهور.
لن ننسي ذلك الأسطورة الفنان الجميل نور الشريف و دوره التعليمي في مسلسل لن أعيش في جلباب أبي.
لأنه رسخ في وجدان الشخصية المصرية أسمي معاني الأُبوة والإنتماء للعمل وحب العمل والإجتهاد ،والذي رسخَ بدورهِ ورسم صورة عملية للأسرة المصرية البسيطة والمكافحة الفقيرة علمياً والغنية مادياً بفضل ثروات طبيعية ظهرت بها بالمكافخة والاجتهاد والصبر فجعلتها أسرة غير عادية .
هذا المسلسل والعمل الراقي المُترسخ في الوجدان والذي نعتبره من افضل وأقوي مسلسلات الدراما المصرية في التسعينات علي الإطلاق .
فهذا العمل الفريد من نوعه الممزوج بروح العمل والإنتماء والأسرة الدافئة لن تمل من مشاهدته مراراً وتكراراً.
وكأنك تشاهدهُ للمرة الأولي بل وتتعلم منه في كل مره ، ولايزال يُحرك قلوبنا جميعاً ونتأثر بمشاهدهِ الأبوية العظيمة والذي ضرب للجمهور أروع الأمثلة للأبوة المثالية.
ومازلنا نتأثر كذلك بدموع عبد الغفور في المسلسل مع إبنه عبد الوهاب في كل مرة نشاهد ذلك الحضن الدافئ ففي حضنهِ عظمة ودفا وشموخ وحنية وكبرياء .
كما نستنتج من هذا العمل الناضج فكرياً وفنياً وقيمياً قيم مجتمعية عظيمة نستقيها من حضن عبد الغفور البرعي لعبد الوهاب الذي لن يجسد مثلهُ في تاريخ التليفزيون المصري ، هذا الحضن الأبوي الدافئ الذي جسده نور الشريف بقلبهِ وروحه وعقله ووجدانه قبل جسده أسطورة لن تتكرر.
والذي نحتاج أن يُدرس نموذج نور الشريف كنموذج محترف في المعاهد العليا للتمثيل والإخراج، فدموعه لعبد الوهاب مازالت تأثر في قلوبنا وعقلولنا وروحنا .
ومازالنا نبكي من أجل هذا العمل الخالد الذي لن يتكرر بدموع الحس المُرهف والفن والذوق الراقي لذا كلُنا اصبحنا في حُب الأسطورة الخالدة نور الشريف .




