عجائب عبد القدوس.. ٤ أسئلة حائرة حول الإنتخابات البرلمانية 

كتب محمد عبد القدوس

تبدأ خلال ساعات الإنتخابات لاختيار ٥٦٨ نائب للبرلمان الجديد بالإضافة إلى ٢٨ غيرهم سيقوم رئيس الدولة بتعيينهم فيما بعد.

 

والناس في بلادي تريد أمرين تحديداً من هذا البرلمان ..

أن يكون معبراً عنهم والنائب الذي يتم انتخابه قريباً منهم قادر على حل مشاكلهم ..

والأمر الثاني أن يكون المجلس النيابي قادر على محاسبة الحكومة ورقيب عليها ..

لأن البرلمان فيه أحزاب قوية قادرة على رقابة السلطة التنفيذية ومحاسبتها.

 

وهناك أربع أسئلة حائرة حول هذين الهدفين ..

 

١ـ إزاي الواحد ينتخب نائب يعبر عنه وهو لا يعرفه من الأساس ..

بل أنه لا يقيم بالدائرة التي من المفترض أن يمثلها ؟!

وهذا التساؤل محيرني قوي لأن النظام الإنتخابي للبرلمان شكله عجيب قوي .. فهو ينقسم إلى قسمين .. نظام القوائم .. والانتخابات الفردية .. وكل قسم يضم ٢٨٤ نائب ..

والنظام الإنتخابي قام بتقسيم مصر إلى أربع قوائم أو قطاعات كما تسمى ..

ـ قطاع الصعيد والبحر الأحمر والوادي الجديد ، وهو القطاع الأكبر ..

ـ قطاع الدلتا والقاهرة ..

ـ قطاع شرق الدلتا ..

ـ قطاع غرب الدلتا ..

 

والمطلوب من الناخب أن ينتخب نواب كل قطاع التي تتنافس عليها الأحزاب وهو لا يعرفهم !!.

وهم يمثلون نصف البرلمان أو ٢٨٤ مقعد منها ١٤٢ مخصص للنساء ، و٢٤ للأقباط ، و١٦ للعمال والفلاحين ، وثمانية لذوي الإعاقة والمصريين بالخارج.

 

٢ـ وإذا جئنا إلى الدوائر الفردية نراها واسعة جداً جداً .. فمثلاً دائرة قصر النيل وهي التي يقطن فيها العبد لله معها ثلاث دوائر كمان يمثلها النائب المنتخب عن طريق الإقتراع الفردي .. فهل يعقل ذلك ؟؟ ولماذا لا يكون هناك لكل دائرة نائب ؟؟

 

٣ـ والأحزاب مع احترامي لها .. وأسألك هل تعرف حضرتك رئيس حزب مستقبل وطن أكبر الأحزاب حالياً .. أنا شخصياً لا أعرفه !! مع انني مهتم بمتابعة الشئون السياسية في بلادي .. أو حزب حماة وطن أو الجبهة .. أو أو .. إلخ ..

ومن كل هؤلاء لا أعرف سوى “محمد أنور السادات” رئيس حزب الإصلاح والتنمية .. و”جميلة إسماعيل” التي ترأس حزب الدستور لأنهم أصدقاء شخصيين !!

وزمان خاصة في بدايات التجربة الحزبية في مصر .. كان رؤساء أحزاب المعارضة ملء السمع والبصر مثل “محمد فؤاد سراج الدين” رئيس حزب الوفد و”إبراهيم شكري” رئيس حزب العمل و”خالد محي الدين” رئيس حزب التجمع و”ضياء الدين داوود” رئيس الحزب الناصري رحمهم الله جميعاً ، فما الذي جرى وجعل الأحزاب في بلادي تتراجع حتى أن الناس لا تعرف أسماء قادتها.

 

٤ـ أتساءل عن نظام “الكوتة” والى متى تستمر ؟؟

ظلت مصر سنوات وسنوات والمجلس النيابي فيها مشوه نصفه من العمال والفلاحين بحجة أنهم يمثلون أغلبية الشعب المصري ولابد من أن يعبر عنهم البرلمان.

 

وبعدما خلصنا من هذا النظام طلع علينا نظام آخر يمثل “كوتة” النساء التي لابد أن تكون ربع المجلس .. والأقباط الذين لا يجب أن يقل عددهم عن ٢٤ نائب في نظام القوائم غير الدوائر الفردية.

والشعب المصري يا ناس واع وناضج وقادر على الاختيار وهذا الكلام بالطبع لا يعجب هؤلاء الذين يريدون أن يكونوا أوصياء عليه.

وأنا شخصياً مقتنع تماماً أن الناس في بلادي قادرة على إنتخاب نواب أقباط قادرون على التعبير عنهم دون الحاجة إلى إلزامهم بذلك !! والمصريون في النهاية واحد لا فارق بين مسلم وقبطي.

 

وأتساءل: إلى متى تستمر هذه “الكوتة” النسائية .. كانت مطلوبة في فترة معينة من تاريخنا ، وحالياً المرأة أثبتت وجودها في كل مكان عكس أيام زمان حيث كان المجتمع له طابع ذكوري واضح وكثيراً من الأبواب كانت مغلقة أمام سيدتي.

 

ملاحظة: ومن غرائب كوتة النظام البرلماني .. أن العمال والفلاحين لهم ١٦ نائب فقط مع أنهم ظلوا لسنوات طويلة يمثلون نصف المجلس .. وهذا يدخل بالطبع في دنيا العجائب ويأت كدليل جديد على أن تلك التقسيمة التي أراها حالياً ولا معنى لها ..

وأسألك: ألست معي في ذلك ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى