أمن قومي دولي: وثيقة العهدة المحمدية

بقلم الدكتورة درة بوكرومة
خبير مستشار في الأمن القومي والإقتصاد السياسي-التنموي

في إطار ابحاثي لصياغة موسوعتي العلمية قمت بزيارة دير سانت كاترين في سيناء وزرت متحفها ووجدت نسخة من العهدة النبوية في دير سانت كاترين، المعروفة أيضًا باسم أشتينامي من محمد (اشتونامة هي كلمة فارسية تعني “كتاب السلام”)، هو مستند يمثل ميثاقًا يفترض أن كاتبه علي بن أبي طالب وصادق عليه النبي محمد منح الحماية والامتيازات الأخرى للرهبان المسيحيين في دير سانت كاترين. العهدة مختومة ببصمة تمثل يد النبي.

و خلال الفتح العثماني لمصر في الحرب العثمانية المملوكية (1516–1517)، استولى الجنود العثمانيون على الوثيقة الأصلية من الدير ونقلوها إلى قصر السلطان سليم الأول في اسطنبول لحفظها. ثم تم عمل نسخة لتعويض خسارة النسخة الأصلية في الدير.

وعليه ومن وجهة نظري كخبير مستشار في الأمن القومي والإقتصاد السياسي-التنموي والتكتيك الإستراتيجي الإستخباراتي في التحقيق الجنائي العسكري أرى أنه من حق مصر استرجاع الوثيقة الأصلية من تركيا و يأتي رأيي هذا تحت لواء الأمن القومي الدولي وتعزيزا لمهمة السلام الدولية فالحق يعلو ولا يعلى عليه وأيضا تشهد العلاقات الدبلوماسية المصرية التركية طفرة في التناغم والإنسجام ما يجعلني أدفع إلى تعزيزها ودعمها لأجل المساهمة الفعالة في اقرار السلام الدولي فبرغم أن الحق ثابت لمصر وهناك اجراءات يمكن القيام بها في المحاكم الدولية لاسرجاع {وثيقة العهدة المحمدية} الا أنني وبما احمله من صفة علمية ذات صبغة عسكرية أمنية كخبير مستشار في الأمن القومي لا أدفع إلى التحكيم القانوني بل أريد أن أدفع بالطرق الدبلوماسية الراقية التي تليق بالبلدين وبالإسلام وبالرسول محمد صلى الله عليه وسلم رموز السلام حيث أن ما قام به نبي الله محمد اعزه الله هو رمزية ذات قيمة عالية تبرز مدى رقي الدين الإسلامي وأن قدوتنا كان دبلوماسيا حكيما ويحب السلام ويؤتي كل ذي حق حقه ويحفظ في تصرفاته كرامة الإنسانية باختلافاتها العقائدية وغيرها وعلى الجميع أن يقتدي به خاصة من قادة الأمة الإسلامية باركهم الله فالطيب بالطيب والقضاء على مسببات الضغينة والفتنة بين الأمة مهم جدا .

أما عن مهمة حماية الوثيقة الأصلية فربما كان من الصحيح في ذالك الزمان نقلها إلى تركيا لحمايتها من وجهة نظر القائم بالفعل ولكن الٱن الجيش المصري قادر وعن جدارة على حماية ممتلكاته وتعتبر وثيقة العهدة المحمدية ملكية مصرية لا تسقط بالتقادم أو بمرور الزمن وان لم يكن الدير فالمتحف المصري الكبير يليق بها والقوات المسلحة المصرية قادرة على حمايتها .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى