قطر ومصر… قصة حب عربية تتجدد على طريق التنمية والمستقبل

بقلم: الدكتورة ميرفت إبراهيم
سفيرة السلام لقطر
عندما تتلاقى الإرادة والعزيمة بين بلدين عربيين كبيرين كـ قطر ومصر، تكون النتيجة مشهدًا عربيًا مضيئًا يفيض بالأمل والتعاون والإنجاز. وما المشروع المصري العملاق الذي تتجاوز قيمته 29 مليار دولار إلا تجسيدٌ واقعي لهذه الروح العربية المشتركة التي تؤمن بأن التنمية لا تعرف حدودًا، وأن الأخوّة الحقيقية قادرة على أن تصنع مستقبلًا يفوق الأحلام.
لقد أعلنت مصر، أمّ الدنيا وقرّ الديار، عن مشروع حضاري ضخم لبناء مدينة جديدة تفوق دبي في تصميمها العمراني وتكاملها المستدام، على ساحل مطروح الخلاب الممتد حتى منطقة علم الروم، حيث تلتقي زرقة البحر بصفاء الرمال البيضاء في لوحة ربانية تُغري بالسكون والدهشة.
هذه المدينة ليست مجرد مشروع استثماري، بل رؤية مصرية نحو عالم أكثر إشراقًا، تؤكد أن مصر تسير بثبات نحو الريادة والحداثة، مستندة إلى إرث حضاري ضارب في الجذور.
وفي المقابل، تظل قطر منارة التنمية والقيادة برؤيتها الحكيمة، بقيادة سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، الذي يحرص على ترسيخ قيم التعاون والازدهار المشترك مع الأشقاء العرب، وفي مقدمتهم جمهورية مصر العربية.
هذا التلاقي بين الحكمة القطرية والرؤية المصرية يمنح العلاقة بين البلدين طابعًا خاصًا، يقوم على الاحترام المتبادل والعمل المشترك والرغبة الصادقة في النهوض بالأمة العربية.
إن المشروع المصري الجديد على الساحل الشمالي لا يمثل إنجازًا اقتصاديًا فحسب، بل هو جسر جديد من المحبة والتعاون بين قطر ومصر، حيث تشارك مؤسسات قطرية كبرى في تطويره، في خطوة تؤكد عمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وتحول الاستثمار إلى شراكة تنموية حقيقية تُثري مستقبل الأجيال القادمة.
وهكذا تتحول الرؤى إلى أفعال، والتعاون إلى واقع حيّ يعبّر عن توجه عربي جديد نحو التنمية المستدامة والتكامل الاقتصادي.
وتتكامل هنا رؤية قطر الوطنية 2030 التي تؤمن بالتنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مع رؤية مصر 2030 التي تسعى إلى تنمية شاملة تُعلي من قيمة الإنسان وتمنحه الأمان والفرص. كلا البلدين يسيران بخطى متوازية نحو أهداف سامية تضع الإنسان العربي في قلب التنمية.
ومن زاوية وجدانية، لا يمكن لأي زائر أن يقف أمام سحر مطروح وساحل علم الروم دون أن يشعر بالانبهار والفخر، فهناك تتجلى مفاتن الطبيعة المصرية بكل ألوانها، بحر يلمع كالزمرد، ورمال تحكي التاريخ، وشعب يحتضن زواره بكرم أصيل.
وفي المقابل، تبقى قطر الحبيبة وطن المبادرات، تنبض بالعطاء والسلام، وتقدم نموذجًا عالميًا في القيادة والنهضة.
إن العلاقات القطرية المصرية اليوم تشهد مرحلة ذهبية من النضج والازدهار، تتجاوز الدبلوماسية إلى بناء شراكات تنموية وثقافية مستدامة تقوم على الثقة والرؤية المشتركة.
وحين تتكامل طاقات مصر العمرانية والبشرية مع ريادة قطر الاقتصادية وابتكارها، يولد مستقبل عربي جديد تملؤه الثقة والعزة والكرامة.
وفي الختام، نقولها بكل فخر ومحبة:
حفظ الله سيدي سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني، وحفظ الله مصر الحبيبة قيادةً وشعبًا، وأدام بين البلدين جسور المحبة والتعاون والتكامل، لتبقى قطر ومصر معًا رمزًا للعروبة الأصيلة والتنمية المستدامة، ونبضًا للأمل في مستقبل عربي مشرق


