عجائب عبد القدوس .. الحب العاطفي ومراحله الثلاث

كتب محمد عبد القدوس
لاحظ أنني لم أكتف بكلمة الحب بل أضفت إليه كلمة عاطفي لأن تلك العاطفة النبيلة لها مفهوم واسع جداً ..
ولا تقتصر على الحب الرومانسي كما هو شائع ..
وحاول والدي رحمه الله التأكيد على ذلك وكان يختم حديثه الإذاعي المسائي الذي كان يقدمه بتعبير “تصبحوا على حب” بدلاً من “تصبحوا على خير” ، فثار قطاع واسع من الرأي العام على ذلك ، وبدلاً من أن تقف الدولة إلى جانبه وتسانده أوقفت برنامجه !!
والنهاردة ذكرى ارتباطه بشريكة العمر .. ست الحبايب .. تزوجوا في ٥ نوفمبر عام ١٩٤٢ .. وفي قصة من أعظم قصصه “لا تطفئ الشمس” كتب إهداء لها حلو قوي ، ومنه تعرف مراحل الحب في العلاقة بين الرجل والمرأة:
ـ إلى حلم الصبا
ـ وذخيرة شبابي
ـ واحة شيخوختي.
والحب في عمر الصبا هو الأكثر براءة ونقاء ويكون في بداية المراهقة ومقتبل الشباب .. وليس بالحب الطائش كما يتصور البعض !
وإنما يكون كذلك إذا كان من باب قضاء المتعة والتسلية وإثبات الرجولة والأنوثة المبكرة ..
وصدق من قال: يا أيها الحب كم من جرائم ترتكب باسمك ..
فتلك العاطفة النبيلة لا تعرف مثل هذه النزوات.
وذخيرة شبابي .. مرحلة البناء وإثبات الوجود في الحياة ..
والحب الحقيقي في هذه المرحلة غاية في الأهمية لأنه يعطي دفعة قوية للإنسان ويكون سنداً له في الحياة.
والعاطفة الحلوة في هذه المرحلة يتم تتويجها بالزواج عادة إذا كان صادقاً منذ البداية .. وهناك ما يطلقون عليه زواج الصالونات .. ويقوم على تعارف العائلات وترشيحهم للعريس والعروس .. ونوع ثالث أعجبته إنسانة واستراح لها فقرر الارتباط بها على الفور ، ولاحظ أن الحب إذا كثر فيه العك قبل الزواج .. يعني أمور خارجة عن الأخلاق فلن يتم الارتباط الشرعي غالباً فهو ليس بالحب الحقيقي ، بل مجرد إشباع للنزوات !!
وفي بلاد الغرب تجد العلاقة الغير شرعية سائدة على نطاق واسع .. والزواج في تراجع مستمر ، والحمد لله أن أوضاعنا وأخلاقنا غير ذلك.
وفي الزواج .. أنت وحظك .. أنه قدر من عند ربنا .. وياما شهدنا في حياتنا قصص حب عظيمة تنتهي بالطلاق أو خلافات لا تنتهي .. وحكايات أخرى الزواج يكون مصدر سعادة رغم أن الحب لم يجمعهم قبل الارتباط الشرعي.
وواحة شيخوختي المرحلة الثالثة.. والحب هنا مطلوب جداً لأن الإنسان يحتاج إلى سند له في الحياة بعدما دخل هذه المرحلة .. والطلاق بعدما يصبح الشخص عجوزاً يقل جداً ولا يحدث إلا استثناء .. بعكس المرحلة الثانية أو ذخيرة شبابي حيث ينافس الطلاق الزواج في الإحصاءات الرسمية !!
وأختم بكلمة حلوة أهداها والدي إلى شريكة عمره أمي في ذكرى زواجهم: أنت وأنا ولدنا اليوم .. لم تكن لنا حياة من قبل ، ولن تكون لنا حياة إلا معا .. أنت كل الحياة .. مع تحياتي وحبي ..
الإمضاء: “سانو” كما كانت تناديه ..
يا سلام على الرومانسية وللأسف أوشكت على الانقراض في عصر الدش والإنترنت .. عجائب !!



