ماذا كتب البابا تواضروس عن مشاعره يوم القرعة الهيكلية

كتبت سوزان مرمر
يمر اليوم 13 عاما على لحظة مهيبة في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تلك اللحظة التي تم اختيار البطريرك رقم 118 بالقرعة الهيكلية.
وقتها تعلقت الأنظار بطفل صغير مغمى العينين وورقة مطوية فردها الأنبا باخوميوس قائم مقام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية آنذاك (توفي في مارس الماضي) ورفعها عاليا ليظهر اسم الأنبا تواضروس للجميع.
ويصبح البابا تواضروس الثاني هو بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية في يوم مولده وعند إتمامه الـ 60 عاما.
ودوّن البابا تواضروس مشاعره وذكرياته في تلك اللحظة في كتاب “سنوات من المحبة لله والوطن” قائلا:
“وجاء يوم الأحد 4 نوفمبر وكنت قد ذهبت يوم السبت إلى دير الأنبا بيشوي وكانت لدينا صلوات كثيرة وتسبحة تبدأ هذه الصلوات من الواحدة بعد منتصف الليل وتنتهي في السادسة صباحا، وقد أمضيت ليلتي في صلواتي مع الرهبان ثم ذهبت إلى قلايتي وتناولت طعاما بسيطا ونمت، وفي التوقيت نفسه تقريبا كانت قد بدأت إجراءات القرعة الهيكلية بالقاهرة وحوالي العاشرة صباحا حضر إلى اثنين من الرهبان معهما موبايل به راديو يتابعان من خلاله القرعة الهيكلية وأيقظاني وقالا لي: “اختاروا طفلا اسمه بيشوي هو من سيسحب القرعة، إذن فأنت البطريرك القادم على اعتبار أني من دير الأنبا بيشوي.
أما الأنبا روفائيل من دير البراموس وأبونا روفائيل من دير مارمينا واستبشروا خيرا بالطفل بيشوي.
وفي هذه اللحظات تذكرت أمي التي كانت تصلي لي لكيلا اجئ، كانت مشفقة علي من هذه المهمة.
واستمرت الإجراءات بالقاهرة وفجأة قلايتي (مكان معيشة الراهب داخل الدير) التي كان بها اثنان أصبح بها 200 شخص من الدير ومن زوار الدير فور الإعلان عن اختياري كبطريرك للكنيسة.
بدت مشاعري مختلطة في هذه اللحظات مابين إيمان بإرادة الرب ومخاوفي، ولم أكن أعرف ما الذي يجب علي أن أقوم به في هذه اللحظة وماذا سوف يحدث؟
الحقيقة أنني لم أكن في هذا التوقيت معروفا بدرجة كبيرة حتى إن تحقيقا قامت به جريدة الأهرام وبدأت تصف فيه المرشحين للكرسي البابوي فكتبت مثلا عن الأنبا بيشوي “الأسقف الحديدي” ووصفت الأنبا يؤانس بـ”أسقف التسبحة” ووصفت أبونا روفائيل بـ “تلميذ البابا كيرلس” وجاءت عندي وقالت الباحث عن داعم وكأنها إرادة الله أن يكون الله هو الداعم.



