عجائب عبدالقدوس .. سؤال محيرني قوي عن فرعون وقومه ؟!!

كتب محمد عبد القدوس

أصابتني “خضة” عندما قرأت ما جاء في القرآن الكريم عن ” فرعون” وقومه !!

في كتاب الله كلام حلو قوي عن مصر ، ذكرت أربع مرات بالإسم وكلها تؤكد أنها بلد الأمن والأمان !

أما “فرعون” فقد جاء ذكره ٧٤ مرة تتحدث عن طغيانه وكذلك قومه الذين استسلموا له !!

بل وقاموا بتزيين أعماله وشجعوه على المزيد من الإستبداد والعلو في الأرض ووصفهم بأنهم قوم فاسقين !!

 

وتساءلت عن سر هذا التناقض وهذا السؤال حيرني قوي وأخذت أبحث عن إجابته هنا وهناك ، واسترحت إلى ما قاله علماءنا الثقات في تفسيرهم وكلامهم منطقي جداً ، وخلاصة وجهة نظرهم التناقض سيكون قائما بالفعل وفقاً لمنطق الإستبداد السياسي ، حيث يقول الحاكم عن نفسه: أنا الدولة !!

وفي هذه الحالة من يعارضه يصبح معارضاً للدولة نفسها ويبقى خائن ويستحق العقاب ..

القرآن حذرنا من الوقوع في هذا المطب .. مصر حاجة ومن يحكمها حاجة تانية خالص !!

بلادي في القرآن بلد الأمن والأمان .. ويقول عنها: “أدخلوها بسلام آمنين” ، أما حكامها فوضعهم مختلف .. وتقييمهم حسب ما يقدمونه من إنجازات مع العلم أنهم بشر الواحد منهم يخطئ ويصيب.

 

و”فرعون” الذي جاء ذكره في القرآن حاكم واحد فقط وعيب التعميم .. وهو يتحدث عن مرحلة محددة وهي علاقة هذا الفرعون ب”موسى” .. ولا يعرف أحد حتى الآن أسم هذا الفرعون ، ولا توجد في الآثار المصرية التي أكتشفت ما يدل عليه ، وفي القرآن تعاطف مع بني إسرائيل من أتباع “موسى” الذين أضطهدهم “فرعون” !!

وهي أيضاً مرحلة زمنية محددة ولا يجوز تعميمها .. كما فعل بني إسرائيل الذين ظنوا أنهم شعب الله المختار .. ولا يمكن أن يكونوا كذلك وهذه أخلاقهم التي رأيناها في الغلو والإستكبار والمذابح التي أرتكبوها ضد شعب فلسطين والتي فاقت ما فعله “فرعون” بهم في الماضي .. وما حدث لهم من بلاوي طيلة تاريخهم.

 

وأعجبني جداً رأس الكنيسة المصرية السابق “البابا شنوده” عندما قال: أرض الميعاد لبني إسرائيل لم تتحقق بناء على وعد من الله بل وعد من “بلفور” وزير الخارجية البريطاني في عام ١٩١٨ بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى مكافأة لهم على الوقوف إلى جانب الحلفاء.

 

وأخيراً ظلم “فرعون” أصبح يضرب به المثل في التراث الشعبي المصري .. وعندما نجد إنسان متكبر تقول عنه “ده متفرعن” !!

وهناك حكمة مصرية كذلك في هذا الصدد .. يا فرعون إيه اللي فرعنك ؟؟

أجاب مالقيتش اللي يوقفني!! عجائب !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى