الشوارع المحيطة بالمتحف تتزين باعلام دول العالم استعدادا للافتتاح

كتبت سوزان مرمر

قبل أن تُفتح الأبواب على مصراعيها أمام العالم، يعيش المتحف المصري الكبير حالة من الاستعداد وسط حماس وترقب الملايين.

افتتاح المتحف المصري الكبير

فهناك، وعلى بعد أمتار من أهرامات الجيزة، حيث يلتقي الحاضر بوهج التاريخ، تتسارع الساعات الأخيرة قبل لحظة الافتتاح في أجواء مفعمة بالتوتر الجميل والاعتزاز الوطني.

تبدأ الاستعدادات من الشوارع المحيطة بالمتحف التي ازدانت بأعلام الدول التي سيشارك قادتها في حفل الافتتاح، بالإضافة إلى أعلام مصر، فيما يتولى رجال المرور تنظيم المرور في المنطقة المحيطة بالمتحف، وتجري الفرق الأمنية الأخرى كل الاستعدادات لتأمين هذا الحدث العالمي.

وداخل المتحف تحول الأمر إلى خلية نحل، حيث يتحرك العشرات من الخبراء والفنيين بهدوء محسوب، كل في موقعه، يضع اللمسات الأخيرة على مشروع استغرق أكثر من عقدين من العمل المتواصل ليصبح اليوم أكبر متحف أثري في العالم.

فهنا تجرى بروفات الحفل، وهنا تتم تجربة الإضاءة والصوت، وهنا يتم تسليم تصاريح الحضور للصحفيين والإعلاميين وضيوف الحفل، وداخل القاعات يتم وضع اللمسات الأخيرة على المعروضات الفريدة من نوعها.

داخل القاعات الفسيحة، تسود حالة من الصمت المهيب لا يقطعه سوى أصوات خفيفة لأجهزة التثبيت الدقيقة ومعدات التنظيف النهائية.

وفي الزاوية الأخرى، يعمل فريق الإضاءة على ضبط الألوان لتتناسب مع كل قطعة، فالمتحف لا يقدم عرضًا أثريًا فحسب، بل تجربة بصرية وعاطفية تجعل الزائر يعيش عبق التاريخ وسط تكنولوجيا القرن الحادي والعشرين.

عند مدخل البهو العظيم، يقف تمثال الملك رمسيس الثاني شامخًا في مكانه الجديد، كأنه يستقبل ضيوف مصر واحدًا تلو الآخر. هذا التمثال الذي قطع رحلة طويلة من ميدان رمسيس بقلب القاهرة إلى الجيزة، أصبح اليوم رمزًا لولادة جديدة في العلاقة بين المصريين وتاريخهم.

وفي ساحة المتحف الخارجية، يقف المئات من الفنانين المشاركين في حفل الافتتاح للقيام بالبروفات الأخيرة، كل في مكانه، سعيد بأداء دوره، يشعر بالفخر وهو يرتدي الزي الفرعوني، ويترقب عندما تدور الكاميرات استعدادًا لبث اللقطات الأولى للحظة الافتتاح، التي ينتظرها الملايين حول العالم.

خارج القاعات، تتحرك الفرق اللوجستية بسرعة وانضباط عسكري، عربات صغيرة تنقل آخر اللوحات التوضيحية، وفرق الأمن تراجع الخطط النهائية لاستقبال الوفود الرسمية.

في الممرات الخارجية، يقوم مهندسون مصريون بمتابعة اختبارات الإضاءة الذكية التي تتحكم تلقائيا في درجات السطوع حسب حركة الزوار، بالإضافة إلى تجربة عروض الليزر والصوت والضوء التي ستظهر خلال العرض.

أما قاعة توت عنخ آمون.. درة التاج في معرض المتحف، فتشهد أعمالًا دقيقة لوضع اللمسات الأخيرة على كل قطعة، فهذه المجموعة تعرض في مكان واحد لأول مرة منذ اكتشافها في 1922.

وبينما كل في مكانه للقيام في عمله، يُجري فريق من الموسيقيين المصريين بروفة نهائية على أنغام افتتاحية تمزج بين الموسيقى الكلاسيكية والنغمات الفرعونية القديمة.

الممرات مزينة بالأعلام، وعبق الزهور يملأ الساحة الأمامية التي ستشهد خلال ساعات استقبال القادة والضيوف من مختلف أنحاء العالم.

وعندما يحين وقت الراحة من البروفات يجلس بعض المشاركين فيها على المقاعد الرخامية أمام الواجهة الزجاجية للمتحف، يتأملون الأهرامات التي تلوح في الأفق وقد انعكست أنوارها على واجهة المتحف، ليشعروا بالفخر لما يقومون به من عمل، فهم يبعثون رسالة من مصر إلى المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى