اكتشاف علاج جديد للسرطان بالضوء.. ثورة طبية تفتح باب الأمل للشفاء دون ألم

كتبت: منار مختار
قدم فريق من الباحثين الأميركيين علاجا جديدا يعتمد على الضوء القريب من الأشعة تحت الحمراء، يتوقع أن يحدث تحول جذري في أساليب علاج السرطان، من خلال قتل الخلايا السرطانية دون إلحاق الضرر بالخلايا السليمة.
ووفقا لما نشره موقع ساينس أليرت، يعد هذا الاكتشاف نقلة نوعية في العلاج الحراري الضوئي، وهي تقنية مبتكرة تستخدم ضوء LED لتسخين الأورام وتدميرها بدقة عالية، دون الحاجة إلى أجهزة الليزر المعقدة والمكلفة.
ويعتمد هذا النهج على أنظمة رخيصة ومتاحة، مما يقلل من الأضرار التي تصيب الأنسجة السليمة ويفتح المجال أمام علاج أكثر أمانًا وأقل انتشارا مقارنة بالعلاج الكيميائي أو الإشعاعي التقليدي.
ويقوم العلاج على فكرة استخدام طيف معين من الضوء لتوليد حرارة موضعية تستهدف الخلايا السرطانية فقط، إذ تخترق الأشعة الأنسجة الحية بأمان، بينما تبقى الخلايا السليمة غير متأثرة بسبب انخفاض حساسيتها للحرارة.
هذا المستوى العالي من الدقة في الاستهداف يجعل التقنية واعدة جدًا لعلاج أنواع متعددة من الأورام عبر التعرض المنظم للضوء.
كما يفتح هذا الاكتشاف الباب أمام العلاجات المركبة، حيث يمكن للحرارة الناتجة عن الضوء أن تجعل الخلايا السرطانية أكثر استجابة للعلاج المناعي أو الأدوية الموجهة، من خلال إضعاف أغشية الخلايا وتحفيز الجهاز المناعي الطبيعي ضد الورم.
ورغم أن التقنية ما زالت في مراحلها التجريبية الأولى، يعمل الباحثون على تطويرها لاختبار فعاليتها على أنواع مختلفة من السرطان مثل سرطان الثدي والقولون.
كما يجري تطوير أنظمة داخلية قابلة للزرع تسمح بالتحكم الحراري الضوئي المستمر داخل الجسم.
وبخلاف العلاجات التقليدية، لا يُسبب العلاج الحراري الضوئي أضرارا للأعضاء أو آثارًا سمية، كما يتوقع أن يقلل من الألم وفترة التعافي بشكل ملحوظ، مما يجعله خيارا أكثر إنسانية ودقة في محاربة السرطان.
ويؤكد العلماء أن هذه التقنية الجديدة قد تمثل مستقبل علاج الأورام، حيث تجمع بين الكفاءة العالية والتكلفة المنخفضة، مما يجعل العلاج بالضوء أحد أكثر الاكتشافات الطبية الواعدة في السنوات الأخيرة.



