التسول يؤدى الي أنحراف وبلطجة وإرهاب

بقلم معوض ابو زيد

من الحوارى القديمة والشوارع الخلفية وتحت الكبارى يتخرج المتسولون و الفقر والحاجة والتفكك الأسرى هم عنوان التسول الذي تحول الي ظاهرة خطيرة تزعج مجتمع متوسط القيمة الإجتماعية والمادية .. الأحصائيات والتقارير تشير إلى أن عدد المتسولين في ربوع مصر المحروسة من القاهرة الكبرى الي الصعيد الجوانى الي الوجه البحري بلغ مايزيد عن ٧٠ ألف متسولا تشمل جميع الفئات العمرية .. وأحتل الصعيد النسبة الكبرى بالرغم من أن الصعايدة يتمسكون بالترابط الأسرى ولكنه الفقر الذي يصنع البؤس والحرمان ويحول العيشة الي مآساة ووجع .. حيث تراوحت نسبة أعداد التسول في محافظات الصعيد من ١٥ ألف الي ٥٠ ألف حالة تسول .. وفي القاهرة الكبرى من ٥٠٠٠ ألاف الي ١٥ ألف متسولا .. وفي الوجه البحرى من ٢٠ الف الي ٤٠ ألف نالت منها محافظة الإسكندرية النصيب الأكبر مايقرب من ٩٠٠٠ آلاف متسولا ومتسولة في شوارعها المارية.. ولكن ماذا قدمت الدولة ومؤسساتها المتخصصة في هذا الشأن لعلاج هذه الظاهرة المؤرقة للشارع المصرى والشكل الحضارى للبلد أمام الزوار والسياح والأجانب .. فضلا عن ترميم البناء الإجتماعى لهذه الطبقة التى ظهرت بكثرة في كل مكان كما تشير الأرقام وتأثيرها المخيف علي الاستقرار المجتمعى الذي نبحث عنه للمواطن المصرى .. وحماية أجيال قد لايكون لها ذنبا أو يدا في ماوصلت أليه من الحصول علي لقب ووظيفة متسول .. ؟ مازال القانون رقم ٤٩ لسنة ١٩٣٣ هو الأطار الأساسي لمكافحة هذه الظاهرة وهناك محاولات من البرلمان لتحديث مواد القانون ليشمل التسول الألكترونى وإستغلال الاطفال كأحد أهم أدوات التسول وماينتج عنه من خطف وتشريد وتشويه ألاف الاطفال من أسرهم لتجنيدهم في كتيبة التسول ثم تدرجهم الي وظائف منحرفون وبلطجية وإرهابيين من السهل أستغلالهم لصالح كل أعداء الوطن في ظل هذه الظروف المادية الصعبة والتحديات الأقتصادية والأجتماعية ..

وهناك حملات أمنية مكثفة للقبض علي المتسولين والأفراد المسئولين عن أستغلال الأطفال في التسول وكان أخرها مهاجمة وكر الثقب الأسود في أحد الكبارى بعد أن أبلغ بعض المواطنين عن وجود فتحة تحت كوبرى تئوى داخلها مئات المتسولين من رجال وشباب ونساء وأطفال تحولت إلي مركز للبلطجة والمخدرات والرزيلة وتم القبض علي أعداد كبيرة وغلق فتحة الثقب الأسود للكوبرى ..

ولكن لعلاج هذه الظاهرة يجب أن يتزايد دور ونشاط المنظمات المدنية الأجتماعية في توفير بدائل للأطفال ومنعهم من التسول ودراسة الأسباب والدوافع للتسول بصفة عامة .. هل هو الفقر وتدنى الأحوال المعيشية .. أم نقص التعليم والوعى .. أم التفكك الأجتماعي وحالات الطلاق بين الزيجات غير المتكافئة .. أم الاستسهال للرزق السريع واستنزاف موارد المجتمع ونشر روح الأحباط والتكاسل والابتعاد عن شرف البحث عن لقمة عيش خلال قد تصعب مهمتها في ظروف عدم توافر فرص عمل لفئات كثيرة خاصة الشباب والفتيات .. أم أن هناك جماعات معينة تعتبر التسول هدفا لها ولابد له من أدوات أهمها الأطفال وفئات عمرية أخرى متنوعة وأستغلالها في التسول الذي يمتد لجرائم أخرى تزداد خطورة مثل السرقة والسطو وتجارة الأعضاء البشرية تلك القضية التى تأخذ الشو الأعلامى والترند حاليا ويتصدر المشهد مشاهير في الفن والرقص والسح الدح أمبوو . دون محاسبة أو شفافية في عرض الحقائق للرأى العام مما فتح الباب للأشاعات والتأويلات والضجيج الأعلامى الذي تتزعمه مواقع التواصل الإجتماعى بمختلف أنواعها وأغراضها … ثم يأت الدور الهام للدولة التى زاد حملها من توسيع وزيادة عدد دور الرعايا والمؤسسات الاجتماعية ودور مراكز الأحداث مع الأهتمام برعاية المتسولين الصغار من الأطفال وتنشئتهم تنشئة سليمة وفقا لأسس علمية وتربوية .. وإطلاق حملات كبرى قومية لجمع المتسولين خاصة كبار السن والمشردين علي الأرصفة وتحت الكبارى وفي الميادين بحالة يرثي لها وأخيانا عرايا بصور تخدش الحياء العام .. وهناك فئة أخرى أحتلت الشوارع الرئيسية مثل مايحدث في شارعى فيصل والهرم وجعلت الأرصفة سكنا ومأوى لها ليلا ونهارا . مجموعات من مختلف القئات العمرية تفترش أم المناطق تحت ستار منادى السيارات وتلميع العربيات وحراستها دون أي متابعة أو مسائلة قانونية أو القبض عليهم وبحث صخيفتهم الجنائية ومدى خطورتهم علي المجتمع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى