د/ ريهان الفخراني تكتب: “السيد البدوي” له ما له وعليه ما عليه

في مثل هذه الأيام من كل عام نكون قد انتهينا من ” مولد السيد البدوي ” ، تاركاً خلفه جدالاً واسعاً بين محبين ومريدين، وبين مستنكرين ورافضين ، فمن هو السيد البدوي صاحب جدال هذا التوقيت من كل عام ؟
مولده ونشأته
هو أحمد بن على بن يحيى ولد بمدينة فاس بالمغرب عام 596 هـ/1199 م ، وهاجر به أبوه إلي مكة فنشأ بها ، ورحل إلي العراق ، ثم هاجر إلي طنطا بمصر ، واستقر بها ، لُقب بالبدوى لأنه كان دائم تغطية وجهه باللثام مثل أهل البادية، وله الكثير من الألقاب، أشهرها شيخ العرب والسطوحى ، توفي – بطنطا مصر عام 675 هـ/1276 م)
البدوي له ما له
يري أنصاره أنه كان من كبار الزهاد في عصره ، وكان فقيهاً شافعياً ، متمسكاً بالكتاب والسنة ، وكان يتقن القراءات العشر ، وكان يجاهد ضد الصليبين ، كما نسب بعض الكرامات في حياته وبعد وفاته .
البدوي عليه ما عليه
يري منتقديه أنه كان شيعياً ، تاركاً للصلاة ، لا يغسل ملابسه ولا يخلع عمامته حتي تذوب ، ويتبول علي نفسه ، كان يخفي وجهه كاللصوص ، ويصيح ليلاً كالمجانين ، وأطلق عليه السطوحي لانه كان يجلس طوال الليل يصرخ ويهلل بعبارات الشيعة ، كما أنه لم يترك علم ولا تفسير ، ولم يترك خلفه سوي الخرافات والطقوس الشيعية .
أما أنتم …….. من أنتم ؟
إن كان السيد البدوي عابداً زاهداً ، يعبد الله حق عبادته ، فهنيئاً له وحده … وحده ولا أحد غيره ، سيقابل الله وحده ويحاسب وحده ، إن عمل صالحاً فلنفسه وإن أساء فعليها ، أما أنتم … فمن أنتم ؟
من هؤلاء الذين يتركون أعمالهم وعائلاتهم ويشدون الرحال إلي مدينة طنطا إحتفالاً بمولد السيد البدوي ، يفترشون الأرض ، لمدة أسبوع كامل ، يلبسون الملابس الملونة بالألوان غير المألوفة ، وينشدون ويعزفون الموسيقي الصاخبة ، بل ويرقصون رجال ونساء في مكان واحد ، هل طلب منكم السيد البدوي هذا ؟ هل طلب البدوي الإحتفال بمولده كل عام بهذه الطريقة ؟
ومن هذه السيدة التي تصرخ باكية .. اشفيلي ابني يابدوي !!!!
ومن هذا الرجل المسن الذي يسجد عند المقام متوسلاً بالقبول !!!
ومن هذا الشاب ذو اللحية الذي يظهر عليه سمت التدين والعلم الذي ينتظر من السيد البدوي أن يوفقه في دراسته !!!!
حقاً من أنتم؟ … أنتم من قال فيكم الله عز وجل في كتابه العزيز ” وإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) سورة البقرة
هل أنتم بحاجة إلي واسطة بينكم وبين رب قال لكم فإني قريب ؟
هل سيغني عنكم السيد البدوي من الله شيئاً ؟ أما سمعتهم قول رسول الله صل الله عليه وسلم لابنته فاطمة أعملي يا فاطمة فإني لا أغني عنك من الله شيئاً ، وهو رسول الله ، استقيموا يرحمنا ويرحمكم الله
بقلم